كشف مصدر مسؤول ان ولاية سطيف ودّعت نهائيا مشروع الملعب الجديد الذي وعد به رئيس الجمهورية منذ 2007 عقب تتويج الوفاق بالكاس العربية الاولى ، جاء ذلك خلال زيارة الوزير الاول الاخير لولاية سطيف يوم 19 ديسمبر الجاري حيث اصطدم المشروع بواقع سياسة التقشف حيث رصد للمشروع مبلغ 1500 مليار سنتيم من اصل ال 2000 مليار سنتيم بعدما كان الغلاف الاجمالي بقيمة 2950 مليار سنتيم ، فرغم تعدد زيارات المسؤولين و الوفود  ورغم الخرجات الاعلامية المتكررة في محاولة لامتصاص الغضب الجماهيري وتهدئة الامور ،الا أن حلم الجماهير الرياضية تبخرت في المنعرج الاخير لغاية في نفس يعقوب .

للتذكير كان والي سطيف في أخر رد له على سؤال لاحد نواب المجلس الولائي ،جاء جوابه بأن مشروع ملعب سطيف بـــ 500 الف مقعد لم يلغ كما يشاع ، و ان وزير الشباب و الرياضة كان قد أوضح هذا الامر في تدخله امام اعضاء مجلس الامة ،مضيفا أن مؤسسة الانجاز تم تعيينها و الدراسة تم الموافقة عليها و الملف مرّ عبر اللجنة الوطنية للصفقات ، لكن الاشغال لم تنطلق بسبب تحفظات حول إنجاز بعض الهياكل و المرافق الملحقة بالملعب مثل الفندق و مضمار لألعاب القوى و قاعة العروض و بعض المرافق الاخرى التي تم التخلي عن انجازها حاليا و بالتالي ستنخفض تكلفة الانجاز من 29.5 مليار دينار(2950 مليار سنتيم) الى 20.5 مليار دينار (2050 مليار سنتيم)، و قد رصد لحد مبلغ 1500 مليار سنتيم لهذا المشروع و هناك تعهد من الحكومة لإنجاز المشروع حيث يوجد الملف حاليا على مستوى مكتب الوزير الأول الذى لم يقل لا لإنجاز هذا المشروع الرياضي الكبير .

وانطلاقا من رد الوالي فان مشروع الملعب بات قاب قوسين ،وانه لا يرى النور ابدا بحجة سياسة التقشف لكن الواقع الحقيقي يكشف حقيقة منتخبي الولاية الذين وضعوا مصالحهم الشخصية قبل كل اعتبار ،ولم يحركوا ساكنا طيلة ال 8 سنوات كاملة خاصة وانه بمقدورهم تشكيل كتلة على مستوى البرلمان بحكم عددهم ال 19 نائبا وكذا نائبين بمجلس الامة ويرجع هذا السكوت الى تأثير بعض رجال المال والاعمال على المشروع من خلال وضع التحفظات حول إنجاز بعض الهياكل و المرافق الملحقة بالملعب مثل الفندق و مضمار لألعاب القوى و قاعة العروض و بعض المرافق الاخرى بحجج واهية ،وفي المقابل لم يعير هؤلاء اهمية لعامل الزمن في غياب النظرة المستقبلية .

                                          سطيف نموذج لتعطيل برامج الرئيس

انالمتتبع لمسار التنمية بولاية سطيف مقارنة مع السنوات الاخيرة يقف على حقيقة واحدة وهي تراجع وفقدان المكانة التنموية التي طالما تغنى بها رئيس الجمهورية وتحولت سطيف من نموذج للمبادرة الى نموذج حي لتعطيل برامج فخامته ،كما فقدت الكثير من قيّمها وخصوصيات تفوقت بها عن جيرانها على اكثر من صعيد ،غير انها في السنوات الاخيرة عرفت نزيفا حادا لإطارات تركت بصماتها ونقشت مسارها بحروف من ذهب ، وجاء الخلف مخيبا وانتشر الفساد وعشعشت البيروقراطية في كل مكان ، فمشروع الملعب اجهض لتتحول هدية رئيس الجمهورية الى مجرد حلم تبخر مع شعاع التقشف ورغم كل هذا يتباهى المنتخبون بأنفسهم ،ويتزاحمون حول موائد الوالي ويتسابقون للظهور امام الكاميرات ويضغطون على المدراء التنفيذيون لقضاء مصالح الاحباب والاصحاب والباقي فليذهب الى الجحيم هذا بالإضافة الى مشروع مرصد 8 ماي 1945 الذي وضع رئيس الجمهورية حجره الاساسي رفقة مدرسة اشبال الامة ذات 8 ماي 2011 ،الا ان الاخير رأى النور وبات حقيقة ومفخرة ،فيما لم تنطلق اشغال المرصد رغم اهميته التاريخية ، والدور القادم سيكون لا محالة حول مشروع التحويلات الكبرى الذي حسب برنامج زيارة الوزير الاول تشم منه روائح لا تروق ولا تنذر بمستقبل .