حالة الطقس
يوم السبت
20 أفريل 2024
الساعة: 9:31:42
سطيف : توقيف متورطين في بيع فلوس الكوكلي على أساس صوص انتاج اللحمالعلمة : بعد ضبط كميات كبيرة تباع على الحالة ، تحقيقات مع مستوردي مادة الخشب الموجه للتصنيعبعد قرار إضافة رحلات داخلية جديدة ، هل يتحرر مطار سطيف ؟في ذكرى وفاة الشهيد داهل الذويبي صاحب أهم مركز ثوري بدوار اولاد علي بن ناصر ببني فودةاعادة تعيين رؤساء البلديات الخمس الموجودة في حالة انسداد
بعد 30 سنة من إطلاق دراسة لتحويله ،منبع الماء الأبيض ببابور بين الأسطورة و الخيال و طول الانتظار.
قضايا و تحقيقات

 

 الماء الأبيض ببابور و الاسطورة التي صدقها الكثيرون. 

منبع الماء الأبيض بجبل تابابورت ، يقع بالمكان المسمى " خناقة الحد" على بعد حوالي 10 كلم من مدينة بابور، سمى بالماء الأبيض لأن الناظر لتدفق الماء عبر المنحدرات أسفل المنبع يراه ابيضا ناصعا ،ماء نقي و حلو نسجت حوله حكايات و أساطير تداولها أهالي المنطقة منذ قديم الزمان ، منها حكايات تتحدث عن ما كان يحدث بين عرش لارباع و عرش بني بزاز ، و أن  أحد "الصلاح" حسب المعتقدات يحرس هذا المنبع و يرفض أخذ مائه إلى أي جهة ، حتى أن سكان المنطقة صدقوا هذه الأساطير بدليل زيارتهم الدورية للمنبع و قيامهم بإشعال الشموع و توزيع المأكولات التقليدية كالغرايف والعيش على رعاة الغنم و الأبقار بالجهة .
الغريب في الأمر أن الكثير لا يزال يصدق هذه الأسطورة التي تتحدث عن استحالة تحويل الماء اتجاه بابور، و يقولون أن الاستعمار الفرنسي حاول هو الأخر تحويل المنبع و لم ينجح و كذلك فعلت السلطات الجزائرية التي أطلقت دراسة  منذ سنة 1986 لكن سكان بابور ينتظرون لحد الآن  هذا الماء يسيل من حنفياتهم منذ ذلك الوقت.

   30 سنة منذ إطلاق الدراسة ، سكان بابور ينتظرون الماء الابيض في حنفياتهم . 

في سنة 1986 و في عهد الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد أطلقت وزارة الري  دراسة لتحويل الماء الأبيض إلى بلدية بابور و سرج الغول اللتان تعانيان لحد الآن من أزمة كبيرة في التزود بالمياه الصالحة للشرب ، و انطلقت الأشغال سنة 1989 و تم انجاز محطة الضخ و عدة خزانات و شبكة الجر لتتوقف الأشغال سنة 1991 بعد ظهور أولى الجماعات الإرهابية بالمنطقة و تبخر حلم السكان في الارتواء من منبع الماء الأبيض الأسطوري.
 
في سنة 2012 أعادت السلطات إحياء المشروع بالاعتماد على نفس الدراسة القديمة ، و لأن المشروع الأول طالته أيادي الإرهاب و تم تخريب عدة أجزاء منه ، ليتم تخصيص مبلغ مالي معتبر يقدر بـــ 31 مليار سنتيم خصصت لإعادة انجاز قنوات الجر على مسافة 15 كلم بحجم 315 مم بتقنية PHD مع إعادة تهيئة الخزانات ، و إعادة انجاز محطة الضخ و الخزان الرئيسي اللذان خربهما الإرهاب كما تم انجاز محطة ضخ و خزان جديد بسعة 300م3  ، مع وضع التجهيزات اللازمة. كما تم تخصيص مبلغ آخر يقدر بــ 5 مليار سنتيم لإنجاز شبكة الكهرباء إلى غاية المنبع.
و في شهر مارس 2016 أجريت التجارب اللازمة و تم  لأول مرة وصول الماء الأبيض الى بابور  لكن حدث انفجار في القناة وسط المدينة في مشهد تناوله سكان بابور بحسرة كبيرة . لأنهم كانوا يعتقدون أن سنوات العطش  أصبحت من الماضي و أن  أساطير الأهالي ما هي إلا  أكذوبة صدقها المغفلون.
 لكن الماء لم يصل إلى الحنفيات  ليس بسبب انفجار وقع في القناة فقط و لكن بسبب عدم ربط الشبكات من الخزانات التي يصل إليها ماء المنبع الأبيض.
 ليتم إطلاق مشروع أخر بالتراضي تقوم بانجازه حاليا الجزائرية للمياه و المتمثل في ربط الشبكات بخزان سعته 250م3 ببابور و ربط شبكات سرج الغول بالخزان الذي سعته 750 م3 ، لكن بسبب وجود خطأ في إعداد لاتفاقية تأخر تسليم المشروع و الملف حاليا يتواجد بالوزارة و حسب مصالح مديرية الري بالولاية فإن الأشغال على وشك الانتهاء و سيسلم المشروع قبل نهاية السنة.
 الماء معوقات و صعوبات في طريق المشروع   قد تؤخر من الاستفادة منه . 

 و في انتظار ذلك تبقى هناك رهانات كثيرة ترافق هذا الانجاز تتمثل في افتقار بلدية بابور لإطارات قادرة على تسيير محطات الضخ ، كما أن الجزائرية للمياه لم تضع لحد الآن في الحسبان أي برنامج لتسيير هذا المشروع و صيانته  في الجغرافية الجبلية التى أنجزت عليه قنوات الجر و بعد محطة الضخ عن المدينة و صعوبة التنقل إليها  في فصل الشتاء ، و هو ما يتعين وضع نظام للتحكم عن بعد في محطة الضخ و تسيير الشبكة.
أما العائق الكبير الذي يرهق سكان بابور هو وضعية الشبكة داخل المدينة المنجزة سنة  2008 و التي لم يتم تشغيلها و إجراء التجارب عليها و يؤكد السكان إنها غير منجزة طبقا للمعايير القانونية  و هو ما أدى بالسكان إلى القيام بالربط العشوائي و بالتالي فإطلاق مشروع انجاز شبكة جديدة يعد أكثر من ضرورة حتى يصل الماء الأبيض إلى حنفيات المواطنين .
لتبقى هناك عوائق تقنية أخرى سترهق كاهل القائمين على تسيير المشروع منها شبكة الجر المنجزة بتقنية PRV و المقدرة بحوالي 1500 متر و هي تقنية يصعب التحكم فيها  و تكاليف الصيانة تكون باهظة جدا  على عكس تقنية PHD .
للإشارة أن كمية الماء المتدفقة من المنبع هي بمعدل 100 لتر في الثانية  و تم تحويل نصف هذه الكمية فقط بتدفق 50 لتر في الثانية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عاشور جلابي / صوت سطيف.   

    

تم تصفح هذه الصفحة 28007 مرة.
فيديو
صورة و تعليق
هدرة الناس
والي سطيف و الكورونا ؟إقرأ المقالة
قناتنا على اليوتيوب
تطوير Djidel Solutions