ملف التجوال السياسي بولاية سطيف * الحلقة الاولى*

لا يمكن الحديث عن الانتخابات التشريعية القادمة و مدي مصداقيتها لدى الناخبين دون التحدث عن ظاهرة الترحال الحزبي أو ما يعرف بالتجوال السياسي ، الذي بات ظاهرة غريبة في كل الانتخابات التى تعرفها الجزائر .
و في ولاية سطيف بالذات استفحلت هذه الظاهرة و أصبحت بعض الوجوه السياسية المحلية محل سخرية و تهكم من طرف عامة الشعب ، و الغريب في الأمر أن هذه الظاهرة مست على السواء الأحزاب الكبيرة و الصغيرة ، و من السياسين من أصبح يمارسها كهواية حتى و لو تطلب الأمر الترحال من حزب سياسي مجهري إلى حزب آخر لا يختلف عنه إلا في الاسم.
قد يكون لهذه الوجوه أثر واضح على نفور المواطنين من الانتخاب و خاصة الشباب العازف عن ممارسة السياسية أو حتى الانتخاب ، حيث يرى هؤلاء الشباب انه لا جدوى من الانتخاب لأنهم يرون أن طبيعة المرشحين في حد ذاتها تنعدم فيهم المصداقية والنزاهة و الأخلاق و المؤهلات التي تجعلهم ينالون ثقة الشعب .

و يرى الكثير من الشباب أن الأحزاب السياسية أصبحت سجلات تجارية تدر أموال ضخمة على السياسيين الذين لا يؤمنون بأي فلسفة حزبية أو سياسية أو نضالية بقدر ما يؤمنون بالحصول على مناصب سياسية .
و يحتفظ أرشيف الانتخابات بسطيف بأسماء الكثير من الوجوه ، و سنبدأ الحلقة الأولى من هذا الملف بزعماء التجوال السياسي السطايفي عند الرجال و النساء حيث وقع اختيارنا لحمل هذا التاج كل من " احمين العمري" و المحامية " نعيمة فرحي "

سفينة زعيم التجوال السياسي بسطيف "العمري احمين"

انطلقت من الآفلان مرت بالارندي و رست في تاج .

يمثل احمين العمري المدعو عمار النموذج الحي للتجوال السياسي بامتياز بولاية سطيف بالنسبة لفئة النواب بالغرفتين ، فهو الذي قطع شوطا من حياته في الصول والجول بين الأحزاب ، فبعد الهزيمة المذلة للأفلان أمام الفيس بالمجالس البلدية والولائية وتبني المرحوم عبد الحميد مهري رفق نائبه ورئيس الحكومة آنذاك السيد ملود حمروش لسياسة تحديث الحزب بفتح باب الجبهة على مصراعيه أمام الشباب والإطارات ومنحهم مسؤوليات في القواعد كأمناء قسمات وأمناء محافظات ،و من هذا تبوأ الشاب الطموح عمار احمين منصب نائب محافظ بولاية سطيف بعد اقل من 09 أشهر نضال بمعية المحافظ المخضرم سليم علوني.

وبعد الانتخابات التشريعية وما تلاها من أحداث أهمها توقيف المسار الانتخابي قفز احمين للعمل النقابي وبشبه ضغط من الآفلان نصب كأمين لأكبر نقابة بقطاع التربية ، وخلال الانتخابات الرئاسية تم تشكيل لجنة مساندة للمترشح لمين زروال بمعية المجاهد "تجار صغير" متمردا على حزبه الافلان الذي قاطع الانتخابات آنذاك .
وبعدها مباشرة تم تأسيس الارندي والذي كان يعتبر حزب الرئيس بسبب عدم مسايرة أفلان مهري لتوجه السلطة آنذاك "عمار احمين" تسلل إلى الارندي وتبوأ منصب عضو مجلس ولائي في انتخابات تظل محل شبهة لدى المناضلين نتيجة التزوير الممنهج لصالح الارندي .

كما كان الصراع الحاصل بين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والأمين العام لحزب الافلان علي بن فليس فرصة له للترشح لمنصب مجلس الامة باستغلال الشرخ في بيت الافلان على مستوى المجالس البلدية وكذا المجلس الولائي بدخول الآفلان ذلك الاستحقاق براسين وهما عبد الوهاب قليل مرشح جناح بن فليس والسيد معتوق اليزيد مرشح عن الحركة التصحيحية والذي أفضى إلى تبعثر أصوات الآفلان وتعبيد الطريق امام مرشح الارندي عمار احمين الذي فاز بالمرتبة الأولى وبفارق لا يتجاوز 15 صوتا عن مرشح بن فليس ،و حصول مرشح الحركة التصحيحية المرتبة الثالثة ب51 صوت .

وبهذا أوصل صراع الافلان احمين لعضوية مجلس الأمة و مباشرة بعد نهاية عهدته تيقن عمار احمين أن الارندي أصبح من الماضي ولا يمكن ركوب زورقه مرة ثانية لاعتبارات يعرفه جماعة الارندي ليشد رحاله بعدها الي حزب سلطوي أخر لكنه يعتبر الابن الغير شرعي للنظام لكونه خرج من رحم حمس وهو حزب تاج لصاحبه عمار غول ، ففي الوقت قبل الضائع استطاع احمين بحنكته وتدرج نضاله في الآفلان و الارندي إلي تبوء موقع عضو المكتب السياسي في تاج ، وقد يعيدها مرة أخرى عبر بوابة حزب غول و لهذا فهو يعتبر بدون منازع زعيم التجوال السياسي بولاية سطيف و حيث يصعب تحطيم هذا الرقم لعقود من الزمن.

نعيمة فرحي من شعار "الجزائر للجميع" الذي خاضت به حملتها سنة 2007 إلى شعار

لا يهم الحزب المهم تحقيق الفوز في سنة 2017 .

تعتبر" نعيمة فرحي" نموذج آخر للتجوال السياسي للمرأة كما هذه المرأة تعتبر ظاهرة سياسية جزائرية بامتياز ، نعيمة بدأت مشوارها السياسي في حركة الانفتاح و خاضت بنجاح تجربة الانتخابات التشريعية سنة 2007 و حققت قائمتها فوزا باهرا بثلاث مقاعد ، حيث خاضت حينها حملة انتخابية على الطريقة الأمريكية رفقة التاجر عبد الكريم صفصاف الذي يعتبر أيضا وجه من وجوه التجوال السياسي بولاية سطيف.

و في الانتخابات التشريعية لسنة 2012 أرادت السياسية المثيرة للجدل خوض تجربة جديدة بحزب جديد له رمزية تاريخية باعتبار أن مؤسسه هو عميد السياسة الخارجية الجزائرية و الإسلامي المعتدل و المفكر الهادئ الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي ، و فعلا خاضت هذه التجربة تحت غطاء حزب العدالة و الحريات الذي كان يرأسه محمد السعيد ، لكن الحظ لم يكن إلى جانبها هذه المرة ، لتحاول سنة 2017 التسلل مرة أخرى للبرلمان بتقديم ملف ترشحها في حزب الأفلان لتزاحم بذلك 217 مناضل قدموا ملفاتهم في الحزب العتيد بالولاية .
نلتقي قريـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبا في الحلقة الثانيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ع – جلابي ، ع – لوعيل / صوت سطيف.

تم تصفح هذه الصفحة 11220 مرة.

ملف التجوال السياسي بولاية سطيف *** الحلقة الاولى***

ملف التجوال السياسي بولاية سطيف * الحلقة الاولى*