بمناسبة ذكرى أول نوفمبر وجب علينا أن نتذكر المجاهدة الكبيرة الويزة الفرملية و نقول ألا تستحق هذه العملاقة أن يخلد اسمها على احد مشافي مدينة العلمة؟
في سنة 1956 بدأت حياتها النضالية بعد أن
اتصل بها المجاهدين في منطقة بجاية و قبلت بذلك دون ان تعلم والديها بذلك الا
أخيها الصغير الذي تنقل معها إلى الجبل فوضعت في عينه البصل لكي تدمع و طلبت من
أخيها أن يخبر والديها أن المجاهدين قد قاموا بخطفها ، و بعد مدة من الزمن كتبت
رسالة إلى ابيها تعترف له فيها بأنها صعدت الي الجبل بمحض إرادتها لكن للأسف
الشديد فان الرسالة قد وقعت في يد الجيش الفرنسي الذي بدوره أراد أن يرغم أبيها
بان يعترف بأنه كان وراء التحاقها بالثوار و لرفضه قتلته فرنسا رفقة 74 شخص أخر من
سكان القرية.
كانت لويزةً من المحضوضات اللواتي حضرن
مؤتمر الصومام في 20 أوت 1956 و الذي حضره مسؤولين كبار أمثال عمر عمران،الكولنيل
عميروش و اخرون.....
في سنة 1957 قرر عميروش ان يرسل الي تونس
فرق طبية فكانت من بينهم الي جانب مصطفى لليام، و نفيسة حمود التي كانت اول طبيبة
تلتحق بالجبل.
العملية فشلت لأنهم تم توقيفهم في برج
بوعريريج و تم إرسالها كي يرغمونها علي دلهم بمجاهدي المنطقة لكن السيدة لويزةً لم
تعترف و أصرت كونها ممرضه و تم خطفها من طرف المجاهدين و ليست لها اي علاقة
بالثورة
و قد قام العسكريون الفرنسيون إحضار مجموعة
من الصحفيين من العاصمة كي يسالونها أسئلة مفخخة و يوقعونها في الخطأ لكنها أصرت و
أنكرت و لم تعترف فحكم عليها بالسجن لمدة ستة أشهر في سجن سطيف ، و في سنة 1958 تم
إطلاق سراحها و تم إرسالها الي مدينة العلمة (سطارنو )كي تعمل ممرضة لكن تحت
المراقبة و هناك .
و في العلمة و مشاتيها عملت الويزة كممرضة
متنقلة عبر دراجتها فأصبح يناديها السكان بلويزة الفرملية مولات البيسكلات ، و قد
تم الاتصال بها للمرة الثانية من طرف الجبهة و قد كانت تزودهم بالكثير من الأدوية
بواسطة المجاهد لعيفة
و لخطورة ما كانت تقوم به فقد التقت
بالدكتور اليامين دباغين دون ان تعلم انه هو كذلك يساعد الثوار ، و قد نجت من انفجار قنبلة انفجرت بالحانةً
الملاصقة لمسكنها لانه تم أخبارها من طرف المجاهد ساحلي بان تبتعد عن مسكنها في
تلك اللحظة ، و في سنة 1960 تم تدشين مستشفى العلمة فاشتغلت به كممرضة الي غاية
1965.
الويزة الآن تعيش بالعلمة المدينة التي
عملت فيها و أحبت سكانها فاحتضنوها كواحدة منهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأستاذ / بدري جعفر.