أمر مساء اليوم قاضي التحقيق بمحكمة سطيف بإيداع المتهم بتحطيم تمثال عين الفوارة (عباس -ع) الحبس مع طلب إجراء خبرة عقلية ، و كان المتهم قد
أحيل صباح اليوم أمام وكيل الجمهورية بمحكمة سطيف
الذي استجوبه حول التهمة المنسوبة إليه و المتمثلة في التحطيم العمدي لمعلم
أثري ، و هي التهمة المعاقب عليها في مواد القانون رقم 08/98 المتعلق بحماية
التراث الثقافي ، و رغم أن محامي المتهم
ممثلين بالأستاذين بن عبد السلام و تبايبي كانا ينتظران إحالة موكلهما على
المحاكمة الفورية إلا ان وكيل الجمهورية أحال
المتهم على قاضي التحقيق الذي أمر بإيداع
المتهم الحبس.
و كانت " صوت سطيف" قد التقت
اليوم مع والد المتهم و شقيقه اللذان أكد أن (عباس) مريض فعلا و لم يكن يعي عواقب
تصرفه ، و أخبرنا شقيقه أن عباس اخبره بأنه يوم الحادثة كان قد اتجه صباحا إلى طبيبته الخاصة بحي الشيمينو من أجل رفع نسبة إعاقته الذهنية إلى 100%،
و بعد خروجه من عيادة الطبيبة مَر من أمام
عين الفوارة ثم اتجه مباشرة الى سوق لندريولي
المعروف و هناك أقتنى مطرقة و قضيب حديدي خاص بمحترفي البناء و عاد مباشرة إلى
تمثال عين الفوارة ليشرع في تهديمه ، و حسب شقيق المتهم فإن أخيه لم يكن يعي عواقب
فعلته و لم يكن يعلم أن الفعل الذي قام به مجرم قانونا و تعامل مع هذا التمثال على
أساس انه معلم استعماري لامرأة عارية يخدش
الحياء وضعته فرنسا أمام المسجد الجامع
العتيق وسط المدينة. و قد أخبرنا شقيق عباس أن أخيه مريض فعلا منذ وفاة والدته ولم
يحضر لجنازتها ، أين أصيب بصدمة نفسية و
قد دخل مستشفى عين عباسة للامراض العقلية مرتين
في وقت سابق.
للإشارة تأسس في قضية الحال كل من الديوان
الوطني لحقوق التأليف و الحقوق المجاورة فرع سطيف الذي كان ممثله حاضرا في المحكمة
بالإضافة إلى ممثل عن ديوان حماية التراث بوزارة الثقافة الذي أرسل ممثله القانوني
و كان حاضرا في المحكمة هو الأخر.
للإشارة
تمثال عين الفوارة (عذراء فرانسيس دو سان فيدال) أصبح معلم أثري
مصنف و محمي منذ تعرضه إلى عملية التخريب سنة 1994 .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عاشور جلابي / صوت سطيف.