شهدت اليوم جلسة المجلس الشعبي الولائي بسطيف
فوضى عارمة و بلطجة سياسية لم يسبق حدوثها في الولاية منذ الاستقلال، فالجلسة التي
برمجت على الساعة التاسعة صباحا و كانت مخصصة للمصادقة على النظام الداخلي للمجلس و تسمية نواب الرئيس و تشكيلة
اللجان ، تأخرت حتى الساعة العاشرة بسبب عدم حضور أعضاء كتلة الافلان في التوقيت
المحدد في الدعوة ، ليلتحقوا جماعة حوالي الساعة العاشرة صباحا دون دخولهم إلى
قاعة المداولات ، ليقرر رئيس المجلس إفتتاح الدورة بحضور منتخبي الارندي و حمس () 28 عضو و عضوين آخرين
منشقين من كتلة الآفلان ، و مباشرة بعد سماع النشيد الوطني ، دخل أعضاء كتلة
الافلان يتقدمهم متصدر القائمة إلى منصة الرئيس أين قاموا باحتلال المنصة و منع رئيس المجلس من تسيير الجلسة ، كما قاموا
برمي أوراقه أرضا و نزع ميكروفون الصوت . لتتحول منصة المجلس إلى حلبة
للمناوشات و الدفع بالأيدي بين أعضاء كتلة
الآفلان من جهة و أعضاء كتلة الارندي و
حمس من الجهة الأخرى .
و في هذه الأثناء
حضر والي ولاية سطيف " ناصر معسكري"إلى قاعة المجلس ليتفاجئ بالفوضى
العارمة في المنصة و هو ما جعله يقرر العودة إلى مكتبه بمقر الولاية ، لتستمر الوضعية
على حالها و بقاء منصة المجلس محتلة من طرف أعضاء الآفلان حتى المساء ، و في
حدود الساعة الواحدة زوالا عاد مجددا والي
الولاية إلى مقر المجلس لكنه بقي في ساحة المقر بعد علمه أن منصة القاعة لا تزال
محتلة ليغادر مجددا دون دخوله إلى قاعة الجلسات.
و في حدود الساعة
الخامسة مساء و في غفلة من أعضاء كتلة الافلان الذين كان أغلبهم بقاعة المجلس و
بهوه ، تم استدعاء أعضاء الارندي و حمس (28 عضو من اصل 55) للصعود إلى قاعة
الاجتماعات الموجودة في الطابق الأول على أساس عقد اجتماع للكتلتين ، ليتم هناك
عقد جلسة تصويت على عجل بحضور المحضر القضائي (بودي أحمد) ، و بعد أن علم أعضاء
كتلة الافلان بهذه الجلسة التحقوا بقاعة الاجتماعات في اللحظة الأخيرة لعملية
التصويت ، ليحاولوا منع الأعضاء من الإمضاء على محضر الاجتماع حيث حدث شجار عنيف
بين متصدر قائمة الآفلان و متصدر قائمة حمس ، ليتدخل العقلاء لفض الشجار مع رفع
الجلسة على وقع الفوضى العارمة التي عرفتها قاعة الاجتماعات هي الأخرى.
و قد تمكنت "
صوت سطيف" من الحصول على قائمة نواب الرئيس الذين صادق عليهم أعضاء المجلس و هم :
01 ـ مصامدة عبد
الغاني HMS
02 ـ جغلول الصالح HMS
03 ـ تواتي وسيلة HMS
04 ـ شناف نصير RND
05 ـ فتاش عبد
الله RND
06 ـ علوان أمال FLN
مع منح منصب نائب غير منتدب أخر لصالح
الافلان لم يتم تسميته بعد ، كما صادق الأعضاء على تشكيلة اللجان في نفس الجلسة
التي عقدت على عجل و بقاعة الاجتماعات عوض قاعة المداولات التي كانت منصتها محتلة
من طرف أعضاء الآفلان، و قد علمنا أيضا أن اللجان قسمت بالتساوي بين الكتل حيث تم
منح الآفلان 03 لجان و مثلها لكتلة الارندي و حمس.
للإشارة
حضر في المساء أفراد الشرطة القضائية بأمن ولاية سطيف بقيادة رئيس مصلحة الشرطة
القضائية شخصيا ، و قاموا بأخذ صور و معاينة أثار تكسير ميكروفون المنصة و باب
قاعة الاجتماعات و علمنا انه تم فتح تحقيق في هذه القضية.
تصريحات حصرية لصوت سطيف:
حميداش نورالدين رئيس المجلس:
تحدث لصوت سطيف قائلا ، كنا ننتظر أن يكون
اليوم عرس ديمقراطي بالمجلس الشعبي الولائي بسطيف خلال هذه الدورة الاستثنائية ،
لكن تفاجئنا بأعضاء كتلة الافلان يقومون باقتحام القاعة و المنصة و منعوني شخصيا
من مواصلة أشغال الدورة ، كما قاموا بدفعي بعنف للوراء و تكسير الميكروفون و رمي
وثائق ملف الدورة أرضا .
و
أضاف رئيس المجلس قائلا، تفاديا لحدوث أي ازلاقات كنت متحكم في رد فعلي و انسحبت
من المنصة لتهدئة النفوس ، و حاولنا بعدها بجميع الطرق إقناعهم بالرجوع الى جادة
الصواب و استئناف الدورة بطريقة ديمقراطية و لكن دون جدوى ،و بالتالي اضطررنا
لدعوة محضر قضائي لمواصلة الدورة في قاعة الاجتماعات بحضور 28 عضو و هو ما يمثل الأغلبية
و هو النصاب القانوني الذي يسمح لنا بعقد الدورة و المصادقة على جدول الأعمال
المتمثل في المصادقة على النظام الداخلي و المصادقة على اقتراح نواب الرئيس و المصادقة
على تشكيلة اللجان ثم رفع الجلسة.
عبد الغاني مصامدة ، رئيس كتلة حمس بالمجلس الشعبي الولائي.
ما حدث اليوم بقاعة المجلس الشعبي الولائي في
هذه الدورة الاستثنائية هو عنف ممنهج و يعد سابقة خطيرة و غير مقبولة و خرف فاضح للقانون ، و نحن نعتبر ذلك عمل غير
ديمقراطي و غير مسؤول خاصة و انه جاء من طرف كتلة تنمتمي إلى أكبر الاحزاب في
الجزائر ، فاستعمال البلطجة شيئ غريب و مستنكر و يعطي رسالة جد سيئة للعمل السياسي
في الجزائر و لمواطني سطيف بالخصوص،
و أضاف مصامدة ، ما حدث اليوم هو صورة معاكسة
تماما لما جرى في الحملة الانتخابية ، و هو ما يجعل المواطن يحس بسوء الظن و اليئس
من المنتخبين ، .
و تابع متصدر قائمة حمس و رئيس كتلتها أن
الشعب يجب ان يعرف أن هذا السلوك جاء من فئة داخل المجلس ممثلة بكتلة حزب جبهة
التحرير الوطني دون سواهم مع استثناء بعض الأعضاء من داخل هذه الكتلة الذين رفضوا
هذا السلوك البلطجي الذي تم تحت أنظار والي
الولاية و الأسرة الإعلامية .
كما وجه مصامدة دعوة للمنتخبين باحترام
قوانين الجمهورية و التوقف عن استعمال
البلطجة السياسية و العنف الذي هو مدان من طرفنا و نستنكره و نحمل المسؤولية
لفاعليه.
أما بخصوص الاعتداء التي تعرض له بقاعة
الاجتماعات في الفترة المسائية ، فقد أكد أن الاعتداء عليه تم من طرف رئيس كتلة الآفلان
و هو اعتداء غير مبرر و حدث ذلك على مرأى الشهود و تساءل محدثنا عن سبب هذا السلوك
المشين كما وصفه ، مؤكدا أن البلاد بها قوانين و بها ديمقراطية و كان على الجميع
احترام القانون و ممارسة الديمقراطية التي هي متاحة للجميع أما الاعتداء فهو غير
مبرر اطلاقا.
تصريحات قيادة الآفلان
و المحافظين الأربعة :
رفضوا اعطاء أي تصريح رسمي و أخبرونا أنه
سيكون هناك بيان رسمي في هذا الشأن .
لكن في الكواليس
صرحوا لنا بأن مطالبهم معروفة و شرعية ، و هي المطالبة بإجراء جلسة حوار بين رئيس
المجلس و قيادة الحزب بالولاية و أنهم لن يرضوا بمناصب تُقزم حجم تمثيلهم داخل
المجلس و هو ما يمثل 50 بالمائة ، و هم يطالبون بــ 50% من النيابات و رؤساء اللجان ، كما أعابوا على
رئيس المجلس الشروع في الدورة دون انتظار حضور والي الولاية و نقل الجلسة إلى قاعة
الاجتماعات و إيهامهم أنه اجتماع للكتلة
للتحاور و ليس للمصادقة ، فيما رفض محدثونا التعليق على التجاوزات التي حصلت أثناء
هذه الأحداث و منها الاعتداء الذي تعرض له
متصدر قائمة حمس و رمي ملف الدور أرضا و
تكسير ميكروفون المنصة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عاشور جلابي / صوت سطيف .