تمكن صباح اليوم والي ولاية سطيف "
ناصر معسكري" من تمرير الميزانية الاضافية للولاية لسنة 2018 و الحصول على
مصادقة أغلبية أعضاء المجلس الشعبي الولائي ، رغم انسحاب أعضاء كتلة حمس داخل
المجلس كموقف سياسي ، بعد عدم تمكين أعضاء المجلس من الاطلاع على مسودة الميزانية
و مناقشتها قبل تمرير المشروع للمصادقة
لجوء والي ولاية سطيف ناصر معسكري الى
تطبيق المادة 168من قانون الولاية ، باستدعائه لأعضاء المجلس لدورة استثنائية من
أجل المصادقة على الميزانية الإضافية للولاية، جاء على خلفية الانسداد الحاصل في المجلس بين الكتل
المشكلة له، الافلان ، الارندي و حمس ، مع فشل رئيسه في إيجاد توافق يسمح بتعيين
نواب الرئيس و تشكيل اللجان .
أعضاء كتلة حمس رفضوا الأمر الواقع و انسحبوا
من الجلسة، و هذا بعد تلاوة بيان إعلامي استنكروا من خلاله ما يحصل داخل المجلس من
تجاوزات و منها دعوتهم للمصادقة على الميزانية الإضافية للولاية دون حتى تمكينهم
من الحصول على مسودتها.
و
رغم انسحاب كتلة حمس إلا أن والي سطيف
استطاع تمرير الميزانية دون مناقشة و بمصادقة من أعضاء الآفلان و الارندي رغم
الصراع الكبير الموجود بينهما .
حيث طالب أعضاء الآفلان داخل المجلس من
جديد باستقالة رئيسه " نورالدين حميداش" لأنه لا يحقق الإجماع حسبهم،و هو ما أدى برئيس المجلس الى الرد عليهم
قبل ختم جلسة المصادقة بقوله أنه منتخب ديمقراطيا من أعضاء المجلس لمدة عهدة كاملة
، في إشارة واضحة أن دعوتهم غير مستجابة و أن استقالته غير مطروحة للنقاش إطلاقا.
نستطيع القول أن والي ولاية سطيف هو الفائز
الوحيد اليوم بعد نجاحه في استرجاع قبضة الإدارة على المجلس .
في
حين سجلنا الخسارة السياسية لرئيس المجلس و جميع الكتل ، فرئيس المجلس أصبح
كالطائر بلا أجنحة بعد فقدانه الأغلبية داخل المجلس ، و رضوخه بلا مقاومة لمخطط الإدارة
، في حين خسرت كتلة الارندي جميع الرهانات بعد تشتت أعضائها و تخبطها الواضح بين تلبية مطالب الإدارة من جهة و محافظتها على تحالفها مع كتلة حمس من
جهة أخرى ، بدليل عدم مسايرة أعضاء الارندي لموقف حمس بالانسحاب من الجلسة .
في حين خسرت الافلان بعد فشلها في الضغط
على رئيس المجلس من أجل دفعه للاستقالة ليتلقون اليوم ردا واضحا بأن ما يطالبون به
بعيد المنال .
و يبقى الحل الوحيد هو الجلوس على طاولة
الحوار دون خلفيات و دون التمسك بالإرث القديم و دون استعلاء ، لأنه لم يعد هناك
رابح فالكل خاسر و الشعب ينتظر أن ينهض الجميع من سباتهم و يتركون خلافاتهم وراء
ظهورهم لأنه لو دامت لغيرهم لما وصلت إليهم ، و عليهم أن يعودوا الى وعيهم و يبتعدوا على خدمة مصالحهم الضيقة و ينظرون
الى هذا الشعب الذي انتخبهم و ينتظر منهم الكثير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عاشور جلابي / صوت سطيف