حالة الطقس
يوم الثلاثاء
23 أفريل 2024
الساعة: 21:53:09
عين الروى، حطام المباني الوظيفية يهدد حياة التلاميذ .القادة المجتمعون في تونس يؤكدون على ضرورة توحيد المواقف وتكثيف التشاور والتنسيقسطيف :ديون سونلغاز475 مليار سنيتم ، وتحصيلها يشكل وجع دماغ حقيقيأميار يماطلون في تنفيذ تعليمة الوالي بشان وضع المنتخبون في حالة ديمومةمخرجات اجتماع مجلس الوزراء
سطيف، هل زالت البدع الشيعية في احتفالات عاشوراء؟.
الحدث

 

عاشوراء عند عامة الجزائريين هي "مناسبة دينية" ورثناها عن أجدادنا ، نتبع فيها توصيات رسولنا محمد عليه الصلاة و السلام بصيام تاسوعاء (التاسع من شهر محرم) وعاشوراء خلافا لليهود الذين يصومون عاشوراء فقط ، و العاشر من محرم هو اليوم الذي نجى الله فيه سيدنا موسى من فرعون ، كما  ارتبط إحياء يوم عاشوراء عندنا بإخراج زكاة الأموال، التي سميت بــ  "العواشر" أو "العشور" وهو ما يعني تزكية عشر المال.

أما عاشوراء  عند الشيعة هي ذكرى حزينة وأليمة، و يوم عزاء يمارسون فيها طقوس و شعائر ترمز للحزن للتعبير حسبهم عن الظلم والاضطهاد الذي تعرّض له حفيد الرسول، الإمام الحسين وأهل بيته بعد محصارتهم لمدّة أيّام من جيش يزيد بن معاوية، و التي أنتهت بإستشهاد سيدنا الحسين بن علي رضي الله عنهما .

و الجزائر هي البلد السني الوحيد الذي جعل يوم عاشوراء عطلة مدفوعة الاجر و عيدا رسميا، و رغم بعض العادات التي يمكن أن تكون لها إمتدادات شيعية إلا أن الجزائريون يجعلون من إحياء يوم عاشوراء مناسبة للفرح على عكس الشيعة الذين يجعلونه يوما للحزن ، و يعتقد أن اختيار الجزائر ليوم عاشوراء كعيد رسمي يهدف بالأساس إلى تشبث بالماضي القريب، أين كان الجزائريون خلال فترة الاستعمار الفرنسي يقيمون احتفلات لإثبات الذات أمام الاستعمار و يعززون من خلالها الروابط الاجتماعية، لتحافظ الدولة الجزائرية الحديثة  على هذا الامر و تجعل عاشوراء يوم عيد لتمكين الجزائريين من إخراج فريضة الزكاة ، و هذا رغم الانتقادات التي توجه للسلطات في هذا الشأن ، حيث يرى البعض أن هذا اليوم ما هو سوى يوم راحة للموظفين و العمال و هذا مخالف  لتعاليم ديننا الحنيف فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمرنا بالراحة و النوم و الكسل في عاشوراء.

 

و عن الموروث الشيعي المرتبط بإحياء يوم عاشوراء و وجود بعض العادات و الطقوس التي لها ارتباط وثيق بالتواجد الشيعي في الجزائر و هذا منذ احتضان قبيلة كتامة في منطقة بني عزيز للدعاة الفاطميين و على رأسهم  الداعية "أبو عبد الله الشيعي" الذي دخل المغرب الإسلامي رفقة حجّاج من قبيلة "كتامة" و استقر بمنطقة "إيكجــان" "بني عزيز" حاليا ، أين تم احتضانه من شيوخ قبيلة كتامة ليتعزز نفوذ الفاطميين بعد إعلان " إيكجــان" أو ما يسمى بدار الهجرة أول عاصمة لدولة الشيعة في العالم،  و هذا قبل  بناء القاهرة بسواعد الكتاميين و جعلها عاصمة لهم .

في هذا الشأن أجرى الدكتور "رضا بن نية" أستاذ بكلية العلوم الإنسانية و الاجتماعية بجامعة سطيف"2" بحثا تاريخيا ، أثبت من خلالها أن طبيعة الاحتفال بيوم عاشوراء بالجزائر عامة و منطقة سطيف خاصة هي مناسبة للفرح و السرور على عكس ما هو سائد عند الشيعة، و عن هذه الطقوس المصاحبة لهذا الاحتفال ذكر الدكتور بن نية في بحثه أن في هذا اليوم كان السكان بمنطقة بني عزيز خاصة و المناطق المجاورة يقومون بتخزين جزء من لحم العيد ( القديد أو الخليع ) لأجل هذه المناسبة . و في ليلة عاشوراء يلتف الأطفال حول شخص ( في شكل تمثيلية ) يرتدي ثيابا رثة و يطلي وجهه بالرماد يدعونه محليا " بوقلول " ، و في أجواء من المرح و البهجة يطوف الأطفال رفقته على منازل القرية  و هم يرددون أغنية شعبية تتوافق مع هذه المناسبة ، و هي الأغنية التي لا يزال بعض أمهاتنا يرددونها حتى الآن و التي  منها هذه المقتطفات :

جيت نطلب عاشوراء في الليل

خرجت لي لالة  كي الرويشة دي التليل

لالة و أزرب لي و النهار طلع علي

أنا داري دار الشط و الدورة دارت بي

أعطيني قديد العيد باه يعيشلك الوحيد ...

أ لالة يا امرأة الكبير محزمة بحزام حرير

أعطني قمح الشتلة و ما تعطينيش الشعير ...

 

ليقوم الصبية بجمع القديد و الدقيق ، و في الصباح تتطوع بعض النسوة لتحضير ما تم جمعه و يدعى لهذا الطعام أهل القرية على اختلاف أعمارهم .

و من بقايا الاحتفال بعاشوراء الذي ظل منتشرا حتى نهاية العقد التاسع من القرن الماضي ، ثم بدأ يتلاشى تدريجيا و لم يبق منه اليوم سوى حنة النساء ، و التوسعة على الأهل ( تحضير طعام خاص بهذه المناسبة دون أية خصوصية ) . 

و عن علاقة الاحتفال بعاشوراء بالوجود الفاطمي في المنطقة ، أكد الدكتور أنه قد يربط البعض احتفال أهل المناطق التي احتضنت الدعوة الفاطمية بعاشوراء حتى فترة متأخرة من القرن ال20 بدعوة أبي عبد الله الشيعي فيها ، إلا أن هذا الطرح يبقى بحاجة إلى مراجعة عميقة لاعتبارات عدة ، منها  أن الغور في أعماق الطقوس الاحتفائية للكتاميين بعاشوراء لا يحمل أية دلالات دينية تربطه بالشيعة ، بل على العكس فإنه مناسبة لإظهار الفرح و السرور .كما أنه لم  يثبت تاريخيا أن  الداعي الفاطمي احتفل بهذه المناسبة أثناء تواجده في بلاد كتامة ، بالإضافة إلى أن  الاحتفال الرسمي للفاطميين بهذه المناسبة لم يتفش إلا بعد تنقلهم إلى مصر . 

كم أن الاحتفاء بهذه المناسبة لم يقتصر على بلاد كتامة بل شمل معظم ربوع الجزائر حتى أدرج اليوم ضمن الأعياد الدينية الرسمية ، فلماذا نربطه فقط ببلاد كتامة يتساءل الدكتور ؟.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عاشور جلابي / صوت سطيف.


 

تم تصفح هذه الصفحة 5965 مرة.
فيديو
صورة و تعليق
هدرة الناس
والي سطيف و الكورونا ؟إقرأ المقالة
قناتنا على اليوتيوب
تطوير Djidel Solutions