قبل شهرين و نصف عن موعد التجديد النصفي لأعضاء
مجلس الامة ، أستنفرت الأحزاب السياسية بسطيف منتخبيها في المجالس البلدية ، و
المجلس الولائي تحضيرا لهذا الموعد الذي سيجرى نهاية شهر ديسمبر من هذه السنة ، و
التي سيغادر فيها السيناتور "طقيش عبد المجيد " مبنى الغرفة الأولى للبرلمان
الجزائري بعد قضائه 6 سنوات كاملة .
و سيتم اختيار
سيناتور جديد من قبل أكثر من 1400 منتخب بالمجالس البلدية و المجلس الولائي بسطيف ،
و سيجرى الاقتراع السري غير المباشر يوم 29 ديسمبر 2018 بمقر الولاية .
و يحق لكل منتخب
في المجالس المحلية الترشح ، غير أن الأحزاب السياسية المهيكلة تجري عادة انتخابات
تمهيدية داخلية لاختيار منتخب واحد حتى لا تتشتت الأصوات في الموعد الحاسم .
و منذ إنشاء هذه
الغرفة سنة 1996 ، يكون التنافس دائما في ولاية سطيف بين حزبي الافلان و الارندي و
هو ما ستكون عليه الانتخابات هذه السنة أيضا ، في حين يمكن للأحزاب الأخرى أن تصنع
الفارق و ترجح كفة جهة على أخرى في حالة وجود تحالفات ، كما حدث في الانتخابات التي ترشح فيها
السيناتور عبد المجيد طقيش ضد مرشح الارندي بمباركة و تحالف من حزب حمس الذي رجح
الكفة حينها لصالح الافلان في الاتفاق الشهير الذي بقت توابعه مؤثرة على الساحة
السياسية بالولاية حتى الان.
و بالعودة الى حظوظ
المرشحين في كل حزب ، فإن حزب الافلان يبدو الأكثر حظا في الفوز بمقعد السينا ، لعدة اعتبارات منها عدد منتخبيه بالمجالس
البلدية و المجلس الولائي ، و تشتت قوى الأحزاب الأخرى و خاصة حزب الارندي الذي فشل
في تسيير أموره بالمجلس الولائي بعد الانسداد الحاصل منذ ما يقارب السنة .
حزب الافلان بدأ
اليوم الجمعة في تنظيم صفوفه و التحضير للانتخابات التمهيدية التي ستجرى بمحافظة
سطيف قبل نهاية شهر نوفمبر ، حيث بدأت المحافظات في استلام ملفات نية الترشح قبل
ارسالها للجهاز المركزي للتأشيرة ، و حسب
مصادرنا من داخل الحزب فإن محافظة العلمة ستدخل بثلاث مرشحين منهما إثنين مؤثرين هما
" جمال حيرش " رجل الاعمال المعروف و "لكحل سليم" مير العلمة
السابق ، و كلاهما عضوين في المجلس الولائي ، بينما ستدخل محافظة سطيف بأكثر من 4
مرشحين منهم البروفيسور "علي بوقرورة ،
نبيل بوزيدي ، اليازيد ذيب ، بلباشا حمودي ، بينما أعرب مرشحين إثنين لحد الان عن نيتهما في
الترشح بمحافظة بوقاعة و هما رئيس بلدية تالة افاسن (تزي نبراهم) "لحسن قنوش" و منتخبة المجلس
الولائي " شربال نورة" ، بينما ستدخل محافظة عين والمان الانتخابات
بمحافظ الحزب " ناصر بطش" .
و ستكون الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح
حزب الافلان بسطيف ، قوية جدا و لن يتمكن أي مترشح من الفوز بالأغلبية في الدور
الاول ، و يتوقع أن يمر للدور الثاني مرشحين قويين أحدهما من محافظة العلمة الذي
لن يكون سوى المنتخب " جمال حيرش" الذي ربما سينافس مرشح ثاني يصعب التكهن من يكون حاليا ، لكن من المؤكد أنه
لن يكون أحد الوجود الجديدة التي ولجت الحزب مؤخرا رغم ادعائها مسبقا أنها مدعومة
من طرف الادارة .
و في حزب الارندي التائه في المجلس الشعب الولائي
، تتجه الأنظار نحو عدة مرشحين محتملين منهم
عضو المجلس الشعبي البلدي بسطيف " حصوص لوصيف " الذي لا يملك جذور
قوية داخل الحزب و غير متمرس في إدارة الكولسة السياسية و رئيس بلدية الرصفة
"رضوان بقرار" الذي يلتف حوله
المنتخبين بقوة في جنوب الولاية و عضو
المجلس الولائي " نصير شناف " الذي
يبدو أنه يريد إضافة هذه التجربة لرصيده النضالي في انتظار ظهور مرشحين
أخرين بإمكانهم صنع الفارق و إحداث المفاجئة" .
حزب " حمس
" من جهته سيدخل انتخابات السينا فقط من أجل الحفاظ على لحمة مناضليه حتى لا
يتم استقطابهم من الحزبين الغريمين ، و من المتوقع ان يدخل الانتخابات بمرشحه
" مصامدة عبد الغاني " رئيس كتلة الحزب في المجلس الولائي .
أما الأحزاب الأخرى
فإنها غير مؤثرة إطلاقا في هذا المشهد نظرا لقلة عدد منتخبيها داخل المجالس لكن
بإمكانها التأثير في ترجيح الكفة لمرشح ضد
أخر .
ليبقى الصراع في اختيار
سيناتور سطيف هذه المرة منحصر بين الافلان و الارندي ، و بدرجة أكبر بين مرشح
منطقة العلمة و مرشح جنوب الولاية في ظل
التشتت و التنافر بين المنتخبين و القيادات في عاصمة الولاية سطيف و في شمال الولاية
مما يبعد مرشحي هاذين المنطقتين من الفوز بهذا المنصب الفخري.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عاشور جلابي / صوت سطيف .