انتقل إلى رحمة الله يوم أمس المدير السابق لمعهد القضاء ببوزريعة بالجزائر العاصمة المجاهد "صالح رحماني"، المرحوم توفي بأحد مستشفيات فرنسا عن عمر ناهز 82 عاما إثر مرض عضال, حسب مصادر من عائلة المرحوم.

المرحوم من مواليد ولاية سطيف,  ألتحق بصفوف جيش التحرير الوطني ضابطا في سنة 1957 بالولاية التاريخية الثانية, و كان معروف بشجاعته و التزامه بمنطقة بابور و سرج الغول حيث شارك في معارك كثيرة و جرح في إحداها  سنة 1959 حيث قبض عليه و أدخل السجن حتى سنة 1961. 
*مرتيار 45* هو الاسم الثوري للمرحوم  الذي تقلد بعد الاستقلال عدة وظائف منها مفتشا عاما بوزارة المجاهدين ، مستشارا بمجلس المحاسبة ، مديرا معهد القضاء ببوزريعة ومدير مشروع دعم وإصلاح العدالة من 2003 إلى 2008. 

"صوت سطيف" كانت قد غطت للمرحوم سنة 2015 محاضرة ببلدية بني فودة بعنوان "وحدة الشعب و القيادة و الولاء للوحدة الوطنية سبب نجاح الثورة." و التي أبرز فيها المجاهد الكبير أن الوحدة الوطنية و استقلالية القرار السياسي  كانا خطا احمر خلال الثورة ، و نجاح الثورة كان بسبب نجاح جبهة التحرير في الحفاظ على القيادة الموحدة و الوحيدة ، و هذا رغم أن فرنسا غذت و رعت قوة ثالثة لإضعاف الموقف الموحد ، و هو ما جعل الجبهة تخوض معركتين واحدة ضد المستعمر و الأخرى ضد الخونة ، و أعطى المحاضر أمثلة عديدة و متعددة في هذا المجال منها إنشاء و رعاية جيش بلونيس حيث منحت له فرنسا رتبة جينرال بأكثر من 4500 مقاتل ، لكن مبدأ الوحدة بقى ثابتا و لم يتزعزع و بقى الشعب موحدا تحت علم وطني واحد و تم الحصول على الاستقلال و استرجاع الوطن بوحدته الترابية المعروفة و ختم المحاضر مداخلته قائلا أن الهدف من الثورة تحقق و الجزائر نالت استقلالها على كامل ترابها و هذا  لم يكن ليحدث بغير الولاء للوحدة الوطنية، فوحدة الشعب و القيادة حقق النصر الثمين، و جاء بالفتح المبين.

من يعرف عمي صالح يعرف قيمة الرجل و إخلاصه لوطنه ، و رغم المسؤوليات التي تقلدها إلا انه بقي نظيفا بعيدا عن الشبهات و لم يسعى طيلة حياته للامتيازات الزائفة .

 أتقدم بأسمى الخاص و باسم كل أسرة تحرير" صوت سطيف" بالتعازي الخالصة إلى أسرة الفقيد وإلى رفاقه في الجهاد, و نسأل المولى عز وجل أن يتغمده برحمته الواسعة وأن يلهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عاشور جلابي / صوت سطيف .