حالة الطقس
يوم الجمعة
29 مارس 2024
الساعة: 9:22:02
تدابير عقابية ضد 6 قنوات تلفزيونيةمشروع 60 مسكن LPA ببوقاعة :04 سنوات من التأخرعن موعد الاستلام والحل ليس غداوزارة العدل: منصة رقمية للاتصال بالمحبوسين إلكترونياأبرز الملفات التي درستها الحكومة في اجتماعها اليومأمن دائرة العلمة :الإطاحة ب 03 نصابين
الحراك الشعبي المرحلة الأولى نحو الرحيل.
مقالات و مختارات

 

 

 

ما يمكن ملاحظته من خلال الحراك الشعبي السلمي الذي برز منذ 22 فيفري2019 إلى الواجهة أن الحراك شعبي و وطني قاده الشعب ويحرك الشعب وبطله الشباب الذي قدم دروسا لا يمكن أن ننساها لمواطنين أحرار أكدوا أن الجزائر خط أحمر لا يمكن لأحد اليوم أن يلعب بمصير الشعب ومصير الأمة، ووسط هذا الوعي الذي بدأ تدريجيا يزداد تضخمه بزيادة عدد المنتمين إليه وجب علينا أن نشخص الواقع لمعالجة المشكل واقتراح الحلول التي يمكن أن نستشف من تجارب مختلفة بحثا عن وطن امن، في ظل ما يحدث من اختراقات صارخة للدستور الذي تحول لمجرد كراس محاولات تكتب عليه السلطة كل يوم ما تشاء.

إن المطلب الأساسي الذي برز منذ 22 فيفري وإلى غاية اليوم والذي حاولت وسائل الإعلام تجاهله والذي تم الإطلاع عليه من خلال مواقع التواصل الإجتماعي التي أضحت المنبر الأول والأخير للشعب، فهي السلطة الرابعة بكل امتياز والتي أكدت لنا جميعا أنه يمكن بناء التغيير والمضي به قدما إلى الأمام، وبالعودة لمطلب الشعب فقد تمثل في رحيل عصابة الحكم بكل ما تمثله سواء النظام الحالي أو الصندوق الأسود أو الصندوق الأحمر الذي يقود البلاد للهاوية غير مكترث بما يريده الشعب بكل إرادة وإصرار

لقد تم ضرب مختلف مطالب الشعب عرض الحائط ففي البداية لم يتم الإعتراف بها من طرف نظام الحكم على أنها مسيرة عشرات ثم مئات والآن آلاف، ولأن لا سيد فوق الشعب ولا سيد بدون الشارع الذي مثل مثالا يحتذي به أين قال كلمته للجميع وبصوت لا يعلو فوق صوت الشعب أننا نريد وبكل حرية تغيير النظام ورحيل العصابة الحاكمة منذ 1962 والتي أدت بالبلاد للعديد من الأزمات الإجتماعية والسياسية والاقتصادية.

ولأن الحراك كان فوق التصورات وفوق كل التوقعات، فإن النظام الحاكم والمعارضة السلطوية لم تجد من أي تفسير حول استيقاظ العملاق النائم الشعب الذي كان في سبات صابرا مترقبا لا يحرك ساكنا ومن بعيد يلاحظ ما يحدث هنا وهناك من تصرفات من طرف منظومة حكم فاسدة ضيعت الوطن وضيعت الجزائريين، فآلاف المهاجرين الغير شرعيين، أزمة البطالة، السكن، أزمة تدني مستوى المعيشة، أزمات مالية، أزمات سياسية كالمال الفاسد، وغيرها من القضايا التي أشعلت فتيل الحراك الإجتماعي لتنطلق بدون رجعة وبدون أي توقف ماضية للأمام تحقيق المبتغى والنصر ولا هدف اخرر سمة أولئك المشاركين في مختلف المسيرات عبر ربوع الوطن والذين هم في تزايد يوما بعد يوم بعد إنتشار الوعي وتقديم درس للسلطة التي ما فتأت تشكك في المواطنين والمعارضة التي لا تزال بعيدة عن هموم وإنشغالات الشعب، والعالم الذي إنبهر لسلمية المسيرات.

إنني لا أكتب عن الحراك من أجل الكتابة أو من أجل التفريغ النفسي أو من أجل إيصال فكرة، بل إنني أكتب عن الحراك بدافع وطني، بدافع رجل مخلص لهذا الموطن الذي في كل يوم يغتصب من طرف عصابة نصبت نفسها على الحكم.

قد تكون كلماتي في الكثير من الأحيان حادة وهنا لا ألوم نفسي لأنني دائما ما أتكلم بواقعية وبحدة لأن الوضع الذي وصلنا إليه أضحى يهدد مستقبلنا ومستقبل أبناؤنا، وهنا نحن نتحرك من أجل الوطن ومن أجيل الأجيال القادمة لا أقل ولا أكثر.

إننا قد طالبنا منذ الجمعة 22 فيفري برحيل عصابة الحكم وكنا نعلم جيدا أن الأمر ليس بالسهل فلا يمكن بسهولة التغلب على عصابة عاثت في البلاد وإستولت على خيراته ونهبتها وحولتها لممتلكات خاصة، وهو ما جعلنا في كل مرة نصر على مطالبنا إلى غاية تقرير المصير وإنتزاع الحرية بجدارة وإستحقاق، وكم كنا نأمل أن يتم الإستجابة لمطالبنا بسلاسة حفاظا على الوطن، لكن السلطة الحاكمة لا تزال تراوغ نفسها وهي تضحك على نفسها، خاصة بعد تغيير اللاعب حميدة بالرشام حميدة، وهو ما جعلنا أضحوكة العالم بتزكية دوار حكم دولية.

إن رحيل النظام وعصابته أمر جد ضروري لبناء جمهورية ثانية، فتعيين أي شخص مهما كان له صلة بالنظام من قريب أو بعيد هو في حد ذاته إجهاض لسلاسة الإنتقال الديمقراطي للسلطة، كما أن تنظيم انتخابات في ظل الحكم الحالي أمر غير ممكن وسط رفض شعبي مطلق لكل ما يأتي من السلطة، ومن المعارضة، لأننا بكل صراحة لا نريد لا ندوة ولا تنسيقية ولا تمثيلية أخرى نريد رحيل العصابة وبناء وطن جديد بقيادة شبانية تدفع الوطن للأمام وليس إلى الخلف.

دعونا نعود ولو لبرهة وجيزة لما حصل مؤخرا من تغيير حكومي وتعيين شخص للإشراف على الندوة، نحن نطالب بالرحيل وهم يغيرون في الكراسي، وهنا لا يمكن أن يحصل أدنى اتفاق بين الطرفين، ولأن كلمة الشعب هي الأولى فالشعب أكيد سينتصر لكن كيف ينتصر هو السؤال الذي يبقى مطروح في ظل غياب الكثير من المؤشرات ومحاولة الإلتفاف على الحراك من طرف شخصيات معينة في محاولة للقفز على الحراك لتحقيق مصالح شخصية ضيقة.

إن الوطن اليوم يحتاج منا جميعا أن نتناسى ولو للحظة مصالحنا الشخصية الضيقة بحثا عن المصلحة العامة للوطن، لأن الوطن يحتاجنا جميعا لبنائه من جديد بحكم جديد بدون أي فساد بدون أي عصابة أخرى، لأننا لا نريد أن ننتج نظام اخر عصبوي يعيد الفساد من الباب الواسع، بل نريده أن يرحل بعيدا عنا لبناء وطن متقدم متطور لكل أبنائه شعاره الكرامة والعدالة للجميع، وهناك الكثير من الدول الناجحة التي قدمت لدول العالم درسا في النجاح على كل المستويات، وهو أمر ممكن من طرف كل الجزائريين إذا أرادوا ذلك.

المرحلة الحالية جد دقيقة لأنها تتطلب منا الحذر والحيطة في تبني أي مشروع أو أي فكر معين، لأننا قد نكون مشوهين، وهنا لا بد أن نبرز شجاعتنا للمضي للأمام بدون أي خوف لأن النظام قد يستخدم العديد من الخطط الموجهة لربح الوقت من جهة ولمحاولة الإلتفاف على مطالب الشعب من جهة أخرى، فالملاحظ من خلال القرارات الأخيرة الغير قانونية وغير دستورية، أن الإعلام الوطني، العربي، وحتى الدولي كان جد موجه، وهو ما يعني أن العالم والقوى الدولية الفاعلة في الجزائر قد تبنت خيار السلطة، ولم تتبنى خيار الشعب، لذا من المهم رفض ذلك شكلا ومضمونا والمضي قدما وكأنه لا يحدث.

إن القادم لم يتضح بعد الرؤية ولا يمكن أن نتحدث في هذا المقام عن الحلول الإستراتجية التي يمكن القيام بها لاتخاذ ما نراه مناسبا للمرحلة القادمة لأننا وبكل بساطة ما زلنا في المرحلة الأولى وهي رحيل العصابة بكل أطيافها ومعسكراتها بدون أي أدنى قيد أو شرط.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د.بحري صابر/ جامعة سطيف 02، مواطن مع الحراك.

 

تم تصفح هذه الصفحة 4730 مرة.
فيديو
صورة و تعليق
هدرة الناس
والي سطيف و الكورونا ؟إقرأ المقالة
قناتنا على اليوتيوب
تطوير Djidel Solutions