يمثل المخطط التوجيهي المدمج الذي يشمل ثماني بلديات منها سطيف، قجال، مزلوق، عين أرنات، أولاد صابر، عين عباسة، أوريسيا، وبني فودة وصمة عار حقيقية في جبين كل من تقلد منصب مسؤولية بهذه الولاية ، وسيكتب التاريخ الجرم المقترف في حق اغتصاب  اجود الأراضي واخصبها ، اراضي   ثار الاجداد والاباء في وجه الاستعمار لتحريرها ،لكن ازلام العصابة عبثوا بها بجرة قلم .

تعليمة رئيس الحكومة تحدد شروط الاسترجاع

تعليمة الوزير الاول تحت رقم 15المؤرخة في 06ديسمبر 2005 حددت شروط وكيفيات استرجاع الاراضي الفلاحية الواقعة خارج القطاعات القابلة للتعمير من اجل انجاز تجهيزات عمومية ، كما تناول المجلس الوزاري المشترك المنعقد بتاريخ 12 نوفمبر 2012 والذي تقرر خلاله استبعاد اي استرجاع او اقتطاع على المستوى المحلي ،وان كل استعمال لأراضي فلاحية لأغراض البناء تبقى مربوطة بعملية الغاء تصنيف في ظل الاحترام الصارم للإجراءات المسطرة ضمن تعليمة الوزير الاول، كما صدرت تعليمة اخرى بنفس الشأن تمنع الاقتطاع والزم الجهة المعنية بتبرير عملية الاقتطاع ولا يجوز لها ذلك الا بالرجوع الى مصالح الوزير الاول .

سكوت على الجريمة واللهث من اجل نفسي نفسي

يحتفظ أرشيف الولاية وللتاريخ ان لا أحد في أي مستوى من المسؤولية ناقش فكرة المخطط المشؤوم او عارضه بل تم تمريره بكل سهولة على طريقة بني وي وي  بعد استدراج المعارضين  بفرش البساط الأحمر لهم  وشراء سكوتهم  بإدماج أراضيهم بالمحيط العمراني مقابل عائدات مالية معتبرة على حساب الأمن الغذائي القومي ، هذا ودافع أعضاء المجلس الولائي (2007ـ 2012) بشراسة عن المخطط المشؤوم بحجة انه يعطي دفع قوي لعجلة التنمية المحلية والهدف الرئيسي منه هو خلق فضاءات عقارية جديدة تسمح بتجسيد مشاريع واعدة في مختلف القطاعات، وبالتالي سيكون بمثابة متنفس جديد لمدينة سطيف التي استنفذت  كل ما بحوزتها من مساحات عقارية خلال السنوات الأخيرة، وكذا استفادة البلديات التي يشملها المخطط ضمن مسعى تكاملي يراعي خصوصية كل بلدية .

وللتاريخ فان بعض الأعضاء الذين صادقوا على المخطط بالمجلس الشعبي الولائي لا يفرقون بين أسماء البلديات حتى ان بعضهم يعتبر راس الماء بلدية بدل الأصل قجال.

تنفيذ المخطط يمر عبر اختيار الاميار

أخيرا تبين الخيط الأبيض من الأسود عن سر تدخل الإدارة في اختيار رؤساء البلديات وخاصة المعنية بالمخطط المشؤوم حتى يتسنى لممثلي العصابة الحوص واقتصار الغنيمة على اشخاص وابناءهم، حينها يجد الوالي نفسه لاعبا محوريا يمنح ويقصي من يشاء بعد ان تحضر له مصالح البلدية مخططات شغل الأراضي على طبق وهو حال الوالي السابق محمد بودربالي الذي اعاث فيها فسادا بتوزيعه مقررات استفادة ليلة مغادرته نحو تيزي وزو، فالحاضر من ادلة ميدانية منها اصطدام بلدية سطيف بمنح أرضية لاحد الخواص بعدما كانت مبرمجة لتوطين مدرسة ابتدائية بحي شوف لكداد وهو نفس الوضع بعين الطريق أيضا ويحوز صاحبها على مقرر استفادة ، فيما اختفى مشروع تخصيص وعاء بقرب ملعب ال 500 مسكن لتوطين مسبح بلدي الا ان الوعاء منح حسب مصدر مطلع لصهر المدير العام للأمن الوطني السابق ويحرم شباب الحي من مرفق رياضي هام .

هذا وتوجد قائمة عريضة من فئة الممنوع من السفر من استفادوا من اوعية عقارية على غرار مجمع طحكوت ومجمع معزوز وعلي حداد في انتظار دخول الشراكة بين المجمعات والمستثمرات الفلاحية حيز التطبيق الذي يميط مرة أخرى على رغبة الحوت الأكبر من الاستحواذ على كل شيىء ، وما يعكس التلاعب بالعقار باسم  الاستثمار هو استفادة موظفة من وعاء عقاري يفوق ال 2000م2 وحصولها على قرض بنكي وسط تساؤلات كثيرة ، فيما لم يحالف الحظ حسب مصادر متطابقة من الاستحواذ على غابة الزاوش من طرف تاجر الكوكايين ، حالات كثيرة تكشف الواقع المر لراهن الاستثمار  لأنه ببساطة اصبح بالوراثة ، وأصبحت العصابة تتحكم في كل شيىء فحتى التعيينات في المناصب بهذه البلديات ليست بالصدفة أيضا .

المعارض في الولاية يرحل او يسجن:

ميدانيا كشفت قضية مير بلدية عموشة المستقيل لمعارضته مشروع استثماري محل جدل واسع وسط محيط المال والاعمال وجد نفسه بين عشية وضحاها محل متابعة قضائية رغم تقديمه استقالته قانونيا ومطالبته الالتحاق بمنصب عمله بسلك القضاء الا انه حرم حتى من حقه في الاستقالة والعمل الى غاية انتهاء المتابعة القضائية في التي قد تدوم لسنوات ولا يمكنه ممارسة أي نشاط وحرمانه من كل حقوقه في سابقة أولى بسطيف  رغم انه كان محل اشادة وتقدير وعرفان ، انقلاب اعتبره الكثير من الاميار درس كبير لهم لان الكثير منهم ادينوا و يمارسون مهامهم بصفة عادية، والبعض الاخر تنبعث من مواقعهم روائح الفساد دون حسيب او رقيب .

في النهاية نفذت الجريمة بدمج الاراضي ضمن مخططات المحيط العمراني بالبلديات المذكورة واتسعت دائرة العبث بالعقار بمسميات شتى واصبحت قرارات الاستفادة تباع وتشترى خارج اسوار الإدارة وفي جلسات السمر

عبد الحميد لوعيل /صوت سطيف