حالة الطقس
يوم الخميس
25 أفريل 2024
الساعة: 15:26:44
إلتماس عامين حبس نافذة و 20 مليون سنتيم للمير السابق لبلدية حمام السخنةبلدية قجال :سكان تاجرة يطالبون بتدخل السلطات لوضع حد لنشاط قاعة افراح مشبوه والمير يطمئن الساكنةعين الروى، حطام المباني الوظيفية يهدد حياة التلاميذ .القادة المجتمعون في تونس يؤكدون على ضرورة توحيد المواقف وتكثيف التشاور والتنسيقسطيف :ديون سونلغاز475 مليار سنيتم ، وتحصيلها يشكل وجع دماغ حقيقي
العلامة الشيخ المولود الحافظي الأزهري الورثلانى صاحب فكرة تاسيس جمعية العلماء المسلمين .
ثقافة و فن

 ملتقى وطني حول العلامة الشيخ المولود الحافظي الأزهري بسطيف  

  الدكتور محمد أرزقي فراد

  " الشيخ بن باديس كان طرقيا ويتبع الطريقة الرحمانية ولدي وثائق تاريخية تثبت ذلك"

العلامة المولود الحافظي من مؤسسي جمعية العلماء وتعرض للتهميش مثل مالك بن نبي

  
الحاضرون في الملتقى الوطني الأول للعلامة الشيخ المولود الحافظي الأزهري، اندهشوا حقيقة من وجود مثل هذه الشخصيات في الجزائر وبالضبط من منطقة بني ورثلان التي تلقب بمنطقة العلماء، علامة من علماء الجزائر الذين درسوا في الأزهر الشريف يتقن علوم الفلك والرياضيات والعلوم الشرعية، يعتبر صاحب فكرة تأسيس جمعية العلماء المسلمين ومن اشد الذين حاربوا الطرقية و الشعوذة في الزوايا.
نظمت مديرية الشؤون الدينية الملتقى الوطني الأول حول العلامة المولود الحافظي الأزهري الذي يجهل سيرته جل الجزائريين إن لم نقل كلهم، وتدخل هذه المبادرة حسب مدير الشؤون الدينية سليم لرقم، ضمن سلسلة من الملتقيات للتعريف بعلماء المنطقة، وعلى هذا الأساس كشفت المحاضرات التي ألقاها نخبة من الدكاترة عن شخصية فذة تجاهلتها مختلف شرائح المجتمع، وقد حضر الملتقى العديد من الدكاترة من أمثال محمد الصغير بن لعلام عضو المجلس الإسلامي الأعلى و الدكتور محمد إيدير مشنان مدير التوجيه الديني بوزارة الشؤون الدينية، زيادة على الدكتور أحمد قرير حسن من مركز البحث في علوم الفلك ببوزريعة، فيما كانت محاضرة الدكتور محمد أرزقي فراد التي تحدثت عن المولود الحافظي بين جمعية العلماء المسلمين وجمعية علماء السنة، أثر كبير في تسليط الضوء على جوانب كبيرة من حياة العلامة .
ولد المولود سحابي بن الصديق الحافظي، في شهر الربيع الأول سنة 1880م، ورغم صعوبة الحياة فقد نجح المولود الطفل في حفظ القرآن على يد الشيخ الصديق أوميان بمسجد القرية، وفي نيل نزر يسير من التعليم الفرنسي، استفاد منه في حياته. لكن القدر شاء أن يدخل المولود الحافظي معترك الحياة في وقت مبكر، بسبب دخول والده إلى السجن، وأمام رقة حال أسرته فقد أشار عليه بعض أقاربه ببيع قطعة أرض، لتوفير المال الضروري لتكليف محام بالدفاع عن والده، ولم يدر المولود الشاب أن ذلك سيثير غضب والده، الذي عزّ عليه أن تباع قطعة من أرض أجداده، فبدل أن يشكره على صنيعه، هدده بالموت حين خروجه من السجن، ففر إلى تونس ومن ثم على القاهرة ،وبعد سنوات عديدة من الكد والجد في ظروف صعبة، كللت جهوده بالنجاح فتحصل على الشهادة العالِمية عن جدارة واستحقاق، أهلته للتدريس في الزهر، علما أنه تفوق في العلوم الشرعية والعقلية خاصة في علم الفلك. ومما زاد في سمو منزلته العلمية في مصر، تفوقه في مناظرة علمية على أحد زملائه وهو الشيخ الرداد البرقاوي الطرابلسي، أمام جمع غفير من الحضور، عندما قرر العودة إلى أرض الوطن سنة 1922م، فوجئ بتوقيفه عند الحدود التونسية، ومنعه من الدخول إلى الجزائر، إلا بتقديم عائلته ضمانات تتعهد بموجبها بعدم تعاطيه لنشاطات سياسية ضد  فرنسا، فتكفل الشيخ الخرشي إمام آث وارثيلان بقضيته، واتصل بقايد العرش عمر بن عبيد، الذي تفهم وضع الحافظي، فتوسط له لدى الإدارة الفرنسية. وعلى اثر ذلك سمح له بالدخول إلى أرض الوطن، بعد غياب دام 16 سنة، وكانت عودته من الأيام المشهودة في قرية آث حافظ، وحظي باستقبال يليق بمقامه السامي بصفته عالما أزهريا، عاد ليسهم في نشر نور العلم والمعرفة بين إخوانه.
 
 
يقول الدكتور محمد أرزقي فراد في محاضرته التي ألقاها بالملتقى " للأسف لظروف معينة مازال المولود الحافظي يعاني من التهميش و الإقصاء، رغم انه جمع بين العلوم الدقيقة و العوم الإنسانية الشرعية، وقع له ما وقع لمالك بن نبي، هذا الأخير معروف في جميع أرجاء العالم وتتبنى أطروحاته كبريات الدول في العالم، لكن في الجزائر لا يعرفه أحد ويتناساه الجميع عمدا بسبب نظرية واحدة هي كتابه " القابلية للاستعمار" تم تحريف كلامه وتأويله سياسيا وتم إقصائه من كل البحوث الجزائرية.
ويضيف محمد أرزقي "في 1925 كتب الحافظي مقالة في جريدة المنتقد حلل فيها معنى الإعلام بشكل عجيب ورائع، ولو كان الأمر بيد العلماء مثله، لدرس المقال في المعاهد الإعلامية الجزائرية كلها، وفي 1926 نشر مقالة في جريدة الشهاب يدعو فيها إلى تأسيس جمعية تجمع كل الفئات المتعلمة و المعرفية، وسماها حزبا إسلاميا، وحتى وإن كان ابن باديس سبقه في الفكرة فإن المولود الحافظي من بين أول المؤسسين لجمعية العلماء المسلمين، لكن للأسف الطرح الإيديولوجي طغى على الطرح المعرفي، فالآن الكل يتحدث عن الجمعية علماء المسلمين بعد نصف قرن من الاستقلال، ولا أحد تحدث عن الحافظي رغم انه أسس الجمعية مع الأوائل وانسحب بعد سنة واحدة بعدها بسبب وجود تيار متشدد يقوده الطيب العقبي الذي يعتبر قامة وهامة من علماء الجزائر الذي عاش في الحجاز ثم انسحب من الجمعية ، فلذلك الحافظي رفض أن يأتى بالنموذج الحجازي ويتم تطبيقه في الجزائر، ولذلك هناك أشخاص انتقدوا الزاوية نقدا لاذعا لأنهم يجهلون دور الزوايا منذ 10 قرون رغم أنها حملت لواء الجهاد أثناء الغزو البرتغالي والإسباني و الفرنسي على الجزائر، وكان الحافظي يؤكد أن الزوايا بها العديد من الأمراض مثل الشعوذة، الدروشة ولكن يجب علينا أن نعالج هذه الأمراض لا أن نقتل الزوايا، وهنا وقع صدام مع المتشددين من الشباب في جمعية العلماء المسلمين"
 من جهة أخرى كشف الدكتور محمد أرزقي فراد أن العديد من الحقائق يجب أن تقال خاصة أثناء النقاش التاريخي العلمي، وأهمها بان ابن باديس كان طرقيا ومحبا للطريقة الرحمانية في قسنطينة وهناك وثائق تاريخية تثبت ذلك، فرغم أنه كان قامة من قامات الجزائر ولا يزال ولا يستطيع أحد ان ينكرها، إلا أنه كان يزور قبر محمد بن عبد الرحمان الجرجري،لكنه كان لا يعادي الطرقية وكان ذكيا جدا وعظيما لا يعادي أيضا التصوف، الإشكال جاء من طرف بعض الشباب المتعصب الذين تنكروا للزوايا رغم أنهم تخرجوا منها ثم درسوا بعد ذلك في قسنطينة، ومن أمثال هؤلاء نجد الهادي زروق ين سعيد البيباني، معمر بوعناني، بعزيز بن عمر، محمد الطاهر الفضلاء ، لذا وجب القول أن المولود الحافظي لم يختلف مع جمعية العلماء المسلمين في الغاية التي هي الإسلام الصحيح وإنقاذ العربية، لكن اختلافه في المنهج فقط ، مما جعله يؤسس جمعية علماء السنة.
 
 عبد الرزاق ضيفي
تم تصفح هذه الصفحة 30662 مرة.
فيديو
صورة و تعليق
هدرة الناس
والي سطيف و الكورونا ؟إقرأ المقالة
قناتنا على اليوتيوب
تطوير Djidel Solutions