حالة الطقس
يوم الخميس
25 أفريل 2024
الساعة: 23:47:40
إلتماس عامين حبسا نافذا و 20 مليون سنتيم للمير السابق لبلدية حمام السخنةبلدية قجال :سكان تاجرة يطالبون بتدخل السلطات لوضع حد لنشاط قاعة افراح مشبوه والمير يطمئن الساكنةعين الروى، حطام المباني الوظيفية يهدد حياة التلاميذ .القادة المجتمعون في تونس يؤكدون على ضرورة توحيد المواقف وتكثيف التشاور والتنسيقسطيف :ديون سونلغاز475 مليار سنيتم ، وتحصيلها يشكل وجع دماغ حقيقي
شهادات حول همجية الفرنسيين أثناء و بعد مظاهرات 8 ماي 1945.
الحدث

“الخبر” ترصد صورة من صور الانتقام البشع بعد المسيرة
طبيـــــــب فرنســـــــــي ينتقـــــــم مــــــن الجزائريــــــــين بطريقتـــــــه الخاصـــــــة
 المتتبع لكل ما كتب لغاية الآن حول مجازر ماي 1945 يقف على حقيقة مفادها تركيز تلك الدراسات والأبحاث وحتى الشهادات على إبراز ما حدث من مجازر بشعة في ذلك الشهر وما تلاه من أيام فقط، وتغييب قضية في غاية الأهمية وهي عمليات الانتقام والتصفية التي استمرت لسنوات في حق المشاركين وعائلاتهم، ولم ينتبه لها أحد لأنها كانت تتم في هدوء وبطرق شيطانية لا تجلب الانتباه، ومنها استغلال مهنة الطب النبيلة. 
بطل هذه القصة، حسب ما رواه لـ«الخبر” الدكتور بشير فايد، هو الطبيب المجرم والقاتل والسفاح المدعو “مازوكا”، الذي كان يحمل رتبة نقيب في جيش الاحتياط، ويتمتع بصيت شعبي كبير وسط الأوروبيين والجزائريين على حد سواء، بحكم مهنته أولا، ولكونه الطبيب الوحيد ببلدية تاقيطونت المختلطة التي نقل مقرها إلى مدينة بيريڤو فيل (عين الكبيرة حاليا) ثانيا. ومن المعلوم أن منزل هذا الطبيب “مازوكا” ومنزل المزارع “ريشار بيير” بعين الكبيرة كانا من بين الأهداف التي هجم عليها المنتفضون الذين قتلوا موزع البريد وابنه، ومالك الأراضي وقاضي الصلح “هنري فابرير”، وهاجموا برج البلدية المختلطة الذي نهبت الأسلحة والذخائر المخزنة بداخله، وقد كانت حصيلة القتلى الأوروبيين 19 قتيلا. ومن المهم جدا الإشارة إلى أن شقيق الطبيب شارك بصورة فعالة في عمليات القمع العسكري التي تلت الأحداث، وكانت في غاية الدموية بقيادة العقيد “بوردييه” ومساعده المقدم “بيرابو”.
ويبدو أن الجمع بين مهنة الطب والخدمة في الجيش الاستعماري برتبة عالية (نقيب) قد جعل الطبيب النقيب “مازوكا” يتصرف في حدود ما يتردد عنه من أخبار في الناحية؛ ليس وفق ما تقتضيه الأخلاقيات النبيلة لمهنة الطب، التي تلقن لكل طبيب عند تلقيه الدروس الأولى في هذا المجال الإنساني البحت، وإنما وفق ما تمليه عليه مصالح المؤسسة العسكرية التي ينتمي إليها، وعقيدته الاستعمارية الموغلة في الحقد والكراهية. وفي هذا الصدد، تُتداول العديد من الروايات والشهادات الحية عن ممارسات قام بها الطبيب “مازوكا” اتجاه بعض المرضى والمصابين من الجزائريين، الذين يصنفون عنده في الخانة السوداء، حيث قصدوه وكلهم أمل في أن يجدوا عنده، وهو الطبيب الوحيد المحترف في الناحية، الترياق الشافي لأمراضهم وعللهم وأسقامهم وجراحهم التي فاقمها الفقر المدقع والبؤس والجوع والحرمان والقهر، دون أن يدروا أنهم ذاهبون إلى حتفهم بأقدامهم، ليقدموا أجسادهم العليلة والمنهكة لطبيب تجرد من كل المشاعر والقيم السامية والإنسانية. 
ونكتفي هنا بسرد حادثة واحدة، بشكل مختصر، حيث يتعلق الأمر بعملية انتقام بشعة قام بها الطبيب “مازوكا” من السيد لمنور لعليوي، المولود عام 1910، بدوار القرقور سابقا، قرية صرفدة التابعة حاليا لبلدية عموشة ولاية سطيف، المنخرط في حزب “حركة أحباب البيان والحرية” لفرحات عباس، المشارك في الأحداث التي عرفتها مدينة عين الكبيرة في 08 ماي 1945، رفقة أربعة زملاء له هم: سمارة وبوالميل وعبد اللّه يخلف ورقبي العياشي بن عيسى من دوار القرقور، الذين قاموا بقتل النائب “فابرير” واثنين من الرماة الفرنسيين كلفا بحراسته هما “بواسوني” و«هارتمان”، وقد نجا الطبيب من الموت باختبائه في المدخنة، فلم تلحظه عيون الثائرين الراغبة في تصفيته، رغم كونه طبيبا. وقد جاءته فرصة الانتقام، من لمنور لعليوي، بعد أن أصيب ابن هذا الأخير المدعو “عمار”، الذي كان يبلغ حينئذ حوالي عامين، بحمى شديدة ناتجة التهاب اللوزتين، حيث تذكر والدة الطفل عمار المدعوة نوارة ميلة بنت عبد اللّه وسيموشة رقبي، التي قامت بنقله بعد تردد كبير، إلى الطبيب “مازوكا”، أن هذا الأخير سألها في البداية عن اسم والده، ولما أخبرته بأنه “لمنور لعليوي” ذهب وأحضر لها زجاجة بها سائل لا تعرفه، مغلقة بسدادة مصنوعة من الفلين، وطلب منها أن تناول الطفل ذلك الشراب لما يريد أن ينام، وأنه سيشفى بسرعة نظرا لفعاليته الكبيرة ولما ناولته الدواء (السم) مباشرة بعد عودتها إلى المسكن العائلي، وكما طلب منها الطبيب، توفي الطفل عمار مباشرة؛ حيث خرجت رغوة بيضاء من فمه وأنفه، وبعد أن قامت بسكب كمية من محتوى الزجاجة على التراب، أحدثت رغوة كبيرة، ولما عرضت الكمية الباقية على قريب لهم يملك سيارة أخبرهم بأنه حمض خاص ببطاريات السيارات والشاحنات، لتعرف الوالدة والوالد أن الطبيب قد انتقم من هذا الأخير شر انتقام بقتل ابنه الصغير البريء بطريقة تشمئز منها حتى النفوس التي تعودت على الإجرام وسفك الدماء، عقابا له على مشاركته في أحداث 08 ماي 1945، واستهدافه هو شخصيا من قِبل المهاجمين، الذين كان “لمنور”، البارع في القنص الذي قلما يخطئ هدفه، واحدا منهم. هذه القصة عينة من قصص عديدة رويت عن التاريخ الإجرامي لهذا الطبيب السفاح في عين الكبيرة وعموشة وغيرها.    
عزالدين ربيقة / الخبر يوم الجمعة 8 ماي 2015.

تم تصفح هذه الصفحة 3471 مرة.
فيديو
صورة و تعليق
هدرة الناس
والي سطيف و الكورونا ؟إقرأ المقالة
قناتنا على اليوتيوب
تطوير Djidel Solutions