حالة الطقس
يوم الجمعة
29 مارس 2024
الساعة: 12:32:59
تدابير عقابية ضد 6 قنوات تلفزيونيةمشروع 60 مسكن LPA ببوقاعة :04 سنوات من التأخرعن موعد الاستلام والحل ليس غداوزارة العدل: منصة رقمية للاتصال بالمحبوسين إلكترونياأبرز الملفات التي درستها الحكومة في اجتماعها اليومأمن دائرة العلمة :الإطاحة ب 03 نصابين
المهاجرون الأفارقة فروا من جحيم الحرب ليقعوا بين براثن الفقر
روبرتاج

فروا من جحيم الحرب ليقعوا بين براثن الفقر 
المهاجرون الأفارقة ...مشكلة معقدة ومعاناة مستمرة

شاءت الأقدار أن تضع عائشة مولودها الأول بإحدى الخيم ببوفاريك بعد مخاض عسير خصوصا وأنها قضت فترة حملها تتنقل من ولاية إلى أخرى حيث قطعت مسافات طويلة حتى تمكنت من الوصول إلى العاصمة.  فرت عائشة من مالي جراء ممارسات الجماعات المسلحة التي كانت تحكم المنطقة التي كانت تقطن بها.

راضية بوبعجة/ صوت سطيف.


في الوقت الذي تغيب فيه إحصائيات نهائية حول عدد المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين أوضحت جهات رسمية متابعة لملف الهجرة غير الشرعية للأفارقة بالجزائر أن عدد الذين تسللوا إلى الجزائر من ولايات الجنوب الحدودية مع دولتي مالي والنيجر يقدر بـ 50 ألف مهاجر،مشيرين إلى أن الجزائر تمكنت من إعادة نحو 17 ألفًا منهم فقط إلى بلدانهم بالتعاون مع الهلال الأحمر الجزائري.
عائشة واحدة من بين آلاف المهاجرين غير الشرعيين بالجزائر، تحمل طفلها على كتفها بشكل يومي وتتجول به على متن قطارات الضاحية لولاتي البليدة وبومرداس لعلها تجد من يعطف عليها ويساعدها بقطعة نقدية تؤمن لها ولصغيرها لقمة تسد بها جوعهما.
تقربنا من عائشة في محاولة للحديث معها إلا أنها كانت قليلة الكلام متحفظة وخائفة خاصة وأنها رفضت الرجوع إلى بلدها.
بثياب رثة ووجه شاحب من شدة التعب قررت عائشة ذات العشرين عاما الحديث رغم ضعف لغتها العربية:" نعيش تحت أحد الجسور نفترش الأرض ونلتحف السماء...نعيش على الصدقات التي يقدمها لنا الناس...حتى الألبسة هي من الصدقات ...نعيش بشكل مزر جدا خصوصا وأن الكثير من الناس لا يحبون التعامل معنا أو حتى التقرب منا، بسبب إشاعة الأمراض التي نحملها. تصمت قليلا لتواصل قائلة نعاني الكثير من المضايقات بسبب هذا الأمر...هناك من ينعتنا بالإيبولا وهناك من يحاول السخرية منا إلا أننا نفضل الجزائر رغم كل ما نمر به على الرجوع إلى بلدنا في هذه الظروف.

فر هربا من الحرب ليقع فريسة للجوع

"محمد" طفل لا يتجاوز 8 سنوات ضاعت طفولته وهو يبحث عن الأمان بعد أن اضطر هو وعائلته المتكونة من 6 أشخاص للفرار من ويلات الحرب التي تعيشها مالي . عانى محمد وعالته الكثير قبل دخولهم الصحراء الجزائرية بطريقة غير شرعية. يعتمد محمد اليوم على روحه المرحة للتواصل مع الناس وحثهم على مساعدته من خلال قطعة نقدية أو ما تجود به نفوسهم من مأكل أو ملبس. روى لنا محمد خلال تواجدنا بإحدى شوارع العاصمة أين التقينا به وهو يفترش قطعة من الكرتون ويضع أمامه صحنا بلاستيكيا وبلغة جزائرية غير متقنة يكرر محمد كلمة "صدقة" على مسمع المارة لعلهم يجودون عليهم بقطعة نقدية يستغلها لشراء الطعام لعائلته.
ورغم حرارة الطقس وأشعة الشمس الحارقة يقضي محمد يومه باحثا عن لقمة العيش ليرجع في آخر النهار حسب ما رواه إلى أحد البنايات المهجورة أين تقيم عائلته.

أوضاع مزرية تتطلب تدخل سريع

أدانت الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان وعلى رأسهم الأمين الوطني المكلف بالملفات المختصة هواري قدور الوضع الكارثي والمأساوي الذي يعيشه المهاجرون الأفارقة غير الشرعيون والذين دخلوا التراب الوطني بعد تصاعد الاضطرابات وتدهور الأوضاع الأمنية، الاجتماعية، والاقتصادية ببلدانهم.
هذا وأوضحت الرابطة من خلال تقرير لها أن هذه الفئة أصبحت تتعرض إلى المضايقات لاسيما في الأشهر الأخيرة بعد ما نددت عدة أطراف بمطالبة السلطات إعادة ترحيل المهاجرين الأفارقة إلى آخر نقطة دخل منها هؤلاء إلى الجزائر.
وأمام هذا الوضع طالب المكتب الوطني للرابطة المواطنين والمسؤولين بالمساواة بينهم وبين الجزائريين ومحاربة التمييز الممارس في حقّهم حيث أنّ الانتهاكات التي يتعرّض لها المهاجرون، والمتمثلة في المُطاردات والترحيل الإجباري الجماعي لا تتماشى وحقوق الإنسان. كما طالبت بالوقف الفوري لكل الحملات التي تقوم بها السلطات الجزائرية في مختلف مناطق التراب الوطني حول الترحيل الإجباري، وكل أشكال الانتهاكات لحقوق وكرامة المهاجرين الأفارقة، بالإضافة إلى اتخاذ الاحتياطيات اللازمة لمنع ظاهرة التهريب والمتاجرة بالبشر في حدود الجنوب الجزائري.
وبهذه المناسبة قدم مكتب الرابطة بعض الاقتراحات من أجل التكفل بالمهاجرين غير الشرعيين أهمها توفير مقرات تتوفر على الشروط الضرورية واللائقة وضمان التكفل الغذائي وأكد على ضرورة المتابعة الصحية توفير التعليم المدرسي لأطفالهم. وشدد المتحدث ذاته على أهمية حماية هذه الشريحة من الاستغلال والاستعباد ومتابعة الشبكات الإجرامية التي تستغلهم وتدفعهم إلى التسول من أجل كسب المال على حساب كرامتهم ، بالإضافة إلى حمايتهم من الاعتداءات، العنصرية والتحرش الجنسي.
يأمل محمد أن تتحسن الأوضاع في بلده حتى يتمكن من العودة هو وعائلته ويعيش بسلام ويعوض كل ما ضاع من عمره في الترحال من بلد إلى آخر.
تم تصفح هذه الصفحة 23335 مرة.
فيديو
صورة و تعليق
هدرة الناس
والي سطيف و الكورونا ؟إقرأ المقالة
قناتنا على اليوتيوب
تطوير Djidel Solutions