حالة الطقس
يوم الأربعاء
24 أفريل 2024
الساعة: 9:19:43
بلدية قجال :سكان تاجرة يطالبون بتدخل السلطات لوضع حد لنشاط قاعة افراح مشبوه والمير يطمئن الساكنةعين الروى، حطام المباني الوظيفية يهدد حياة التلاميذ .القادة المجتمعون في تونس يؤكدون على ضرورة توحيد المواقف وتكثيف التشاور والتنسيقسطيف :ديون سونلغاز475 مليار سنيتم ، وتحصيلها يشكل وجع دماغ حقيقيأميار يماطلون في تنفيذ تعليمة الوالي بشان وضع المنتخبون في حالة ديمومة
أوريسيا ،كارثة بيئية أخطارها تتزايد كل يوم ،عشرات الإسطبلات تريف المدينة و تنغص العيش على سكانها.
الحدث

أوريسيا ،كارثة بيئية أخطارها تتزايد كل يوم ،عشرات الاسطبلات تريف المدينة و تنغص العيش على سكانها.


نعم  للفلاح و المربي  لا  لإيذاء السكان و التعدى على حقوقهم و سكينة عيشهم.

امراض خطيرة  ، أوساخ في الطرقات ، روائح كريهة ، ذلك هو حال وسط  مدينة أوريسيا ،أكثر من 15 إسطبل في قلب المدينة تربى بها عشرات الابقار و مئات الخرفان و عدد من الاحصنة ، يخيل اليك انك وسط مزارع فوضوية من بقايا المزارع القديمة المنتشرة في الارياف و القرى الفلاحية  البعيدة عن التجمعات السكنية .
الجميع يعرف أن تربية الحيوانات هو عمل شريف و مفيد للمجتمع و الجميع يشجع الفلاح  الذى يعمل على تربية الابقار و النعاج و الخيول ، فالكل يتلذذ بلحمها و ارتواء حليبها ، لكن ذلك لا يعنى القبول أن تتربي هذه الحيوانات وسط السكان و تحول حياتهم الى كابوس حقيقي لا يعرفون كيف السبيل للخروج منه .
الكثير من المرضى  الذين يعانون في صمت و يموتون عشرات المرات في اليوم و هم احياء، و كثيرة هي الامراض الناتجة عن انعدام النظافة وسط هذه الاسطبلات، و انتشار فضلات الحيوانات في الطرقات و ما تخلفه من ناموس و بعوض و حشرات  ، البعض من الموالون مدركون لحجم الضرر الذى يسببونهم للسكان و لكن البعض الاخر منهم لا يبالون ، بل وصل بهم الامر حتى تهديد بعض السكان و تخويفهم  حتى يكفوا عن احتجاجاتهم و شكاويهم المستمرة لمختلف المصالح .

القنبلة الموقوتة المسكوت عنها موجودة في عدة احياء ببلدية اوريسيا ، في الاحياء القديمة و الجديدة  قرب المساجد و المدارس و الهيئات العمومية ، عائلات معروفة تقوم بهذا العمل منذ عشرات السنين  و استطاعت الاستمرار في  هذا العمل ، لأنها لم تجد جدية من طرف البلدية في التعامل مع هذا الملف  حتى السكان القريبين من هذه الاسطبلات يئسوا من ذلك ، فمن السكان من الاهل و بالتالي لا يستطيع الكلام و يكتم غيضه رغم الالم ، و منهم من يترفع عن الشكوى بحكم منصبه ووظيفته ، و  منهم الغلابي  الذين يقبلون بالقليل من الحليب مقابل السكوت و عدم اثارة القلاقل ، و هناك من السكان من يعرف قدر الجار و لا يقبل ان يظهر معاداته رغم انه على حق ، و لكن يوجد من السكان من  صبر كثيرا و لكنه لم يتحمل فأشتكى سنوات و سنوات  و طرق جميع الابواب و لكن لا حياة لمن تنادى فالكل متورط و الكل لحس من قاع الاناء.

عمى بوزيد يعانى في صمت و لا احد سمع أنينه.

من بين السكان المتضررين عمى " بوزيد" الرجل الطيب المعروف من طرف كل سكان أورسيا، متقاعد من قطاع الصحة ، أشتغل سائق سيارة إسعاف ، واحد من الضحايا  الذين يعانون في صمت ، التقيته عند الصيدلي في حالة يرثى لها ، سألته ما هذا عمى بوزيد ؟،تنهد بعمق و أجاب بهذه العبارة  ، "راك تشوف يا وليدى نحن في زمن الحقرة ، و الحقارة قاويين في هذ البلاد ، لكن معليش كاين ربي و سيتولاهم أجمعين" ، كلامه أصابني كالسهم في صدري مما جعلني الح على معرفة كل شيء عن حالته المرضية الظاهرة للعيان من  حب  و انتفاخات و ندوب حمراء في كامل جسمه ناتجة من لسعات الناموس و الذباب المنتشر في محيط منزله المقابل لأحد الاسطبلات .

 رافقت عمى بوزيد إلى منزله و هناك أخرج لي من درج خزانته مئات الوصفات ، صدقوني دهشت للأمر ، كل هذا يحدث للمواطن  و السلطات تدري و  تتظاهر انها لا تدري ، عمى بوزيد يملك خزانة من الادوية و للأسف معظم هذه الادوية غير قابلة للتعويض من طرف صندوق الضمان الاجتماعي ، فهو يعالج على عدة امراض و منها مرض الربو و الحساسية الناتجة اصلا عن الاوساخ المنتشرة بالقرب من محيط منزله و لسعات الناموس و الذباب  والبعوض الذى يعيش  في مزابل فضلات الحيوانات المنتشرة مقابل المنزل مباشرة، عمى "بوزيد" تقدم بعشرات الشكاوى لمصالح البلدية و مصالح حفظ الصحة  لكن دون جدوى و دون أي تدخل جدى في هذا الشأن.

أمثال عمى بوزيد كثيرون في أوريسيا ،و هو عينة فقط و غيض من فيض مما يعانيه السكان من النساء و الاطفال و الشيوخ و حتى الشباب الذين التقيت بعضهم و تحدثت اليهم ، احد الشباب قال لي ، في الصباح السكان في باقي المدن و الارياف يفتحون نوافذ بيوتهم لشم الهواء النقي و تغيير جو الغرفة ، و لكن نحن في مدينة أوريسيا للهواء المنعش قصة اخرى ، نحن علينا ان نختار بين فتح النوافذ و الابواب و ادخال مختلف الحشرات و الذباب و الناموس الناقل لمختلف الامراض و الرائحة الكريهة  إلى البيت ، أو تركها مغلقة  و التعود على  رائحة الاجسام  و ما تطرحه و ما يخرج منها ، و احلى الاختيارين مر .

لا متابعة دقيقة لحجم الكارثة و الاحصائيات الموجودة تؤكد أن المدينة تريفت .


للإشارة تتحدث مصادر طبية عن تسجيل العديد من حالات مرض الليشامنيوز على مستوى البلدية و هو مرض جلدي معروف  يصيب الاشخاص الذين يعيشون في الاماكن التي تربي فيها المواشي داخل المحيطات العمرانية ، و لكن لس هناك احصائيات رسمية  في هذا الشأن، علما ان بعض المرضى  لا يتابعون العلاج عند اطباء مختصين و يكتفون بالمعالجة عند اطباء عامون فقط ، الامر الذى يجعل من التحكم في المرض شبه مستحيل في غياب  أي جهة رسمية مهتمة بالأمر .
الإحصائيات التي بحوزة الجريدة تؤكد أن الأمر خطير جدا حيث يتجاوز عدد رؤوس البقر داخل النسيج العمراني 82 بقرة بدون حساب العجول الصغار ، كما تتواجد حوالي 812 شاة و بعض الأحصنة التي تستعمل عادة في الأعراس ، و تتوزع هذه الرؤوس من الأبقار و الماشية على 15 موال كلهم معروفون لدى مصالح البلدية و مكتب حفظ الصحة البلدي و البيطرى ، بعض هؤلاء الموالين يستغلون مزارع قديمة و بنايات هشة  آيلة للسقوط في أي لحظة تشوه الوجه العمراني للمدينة و مصدر أذى كبير للسكان ، و الغريب في الأمر أن احد مربي الماشية  في المدينة يستعمل حاوية لهذا الغرض.

البلدية أصدرت قرار المنع ، لكن آليات التنفيذ منعدمة.

و لمعرفة ما يحدث اتصلنا برئيس البلدية الذى وجدناه في عطلة سنوية فاستقبلنا نائبه السيد (الباهى- ك) رفقة الكاتب العام للبلدية ، طلبنا منهم رأيهم في الموضوع و هل هناك إحصائيات للإسطبلات التي تربي فيها الخيول و الابقار و النعاج وسط المدينة ، و كيف السبيل لإزالة هذه الاسطبلات ، و ما حكاية الابقار الميتة التي تنقل من حين الى اخر عبر جرافة البلدية ، و متى يتم إزالة مظاهر البداوة من هذه المدينة.

نائب رئيس البلدية أجاب بأن مصالحه تعي حجم الخطر و دركة تماما لما يحدث و لهذا بادرت البلدية بإصدار قرار بلدي تحت رقم 169/2015 مؤرخ في 27 جويلية 2015 يتضمن منع تربية المواشي (ماعز ، ماشية ، أبقار ، أحصنة) داخل المحيط العمراني للمدينة ، و جاء في القرار أنه  سيتابع قضائيا كل من يخالف ذلك بالإضافة لحجز الحيوانات محل المخالفة ، و قد قامت البلدية بنشر إعلان في هذا الشأن  في  المقاهي و المحلات التجارية و لوحات الإشهار . و ستتابع الامر و ستقوم لاحقا بتوجيه اعذارات فردية  للمخالفين لهذا القرار، كما طالب نائب رئيس البلدية بتعاون الجميع في هذا الامر خاصة المربين الذين عليهم ان يعوا حجم الخطر و درجة مخالفتهم للقانون مؤكدا في الاخير أنه على يقين ان الامر قد حان لإزالة هذه الاكواخ و الاسطبلات و انه لا مجال للتراجع عن هذا القرار.
لكن السكان الذين تحدثنا اليهم اعتبروا هذا القرار مجرد مسرحية هزلية حيلتها لا تنطلي على احد ، فلو كانت هناك نية صادقة  للمنتخبين لإزالة هذه الإسطبلات لوجه الاعذار مباشرة للمعنيين و هو معروفون و متابعتهم قضائيا بجدية و مسؤولية مع العمل على طلب الدعم و المساندة من والى الولاية لتسخير قوات الأمن لتنفيذ قرار البلدية ، اما نشر اعلان في المقاهي فلن يأتي بأي جديد و عملية ازالة هذه الاسطبلات ستبقى مؤجلة إلى اشعار آخر.

الشرع يحرم إيذاء الجار و هو عمل من كبائر الذنوب.

و لمعرفة رأي الشرع  في هذا الامر سألنا مجموعة من الأئمة من ولاية سطيف و اجمعوا على أن موضوع تربية الحيوانات داخل النسيج العمراني و ما يترتب عن ذلك من انتشار الفضلات و الروائح الكريهة و الإمراض و غيرها ، و إيذاء السكان و الجيران فيدخل ضمن باب السياسة الشرعية ، فلا توجد فتوى شرعية في هذا الشأن  لأن تربية الحيوانات هو عمل حلال شرعا و لكن له شروطه و كيفياته و إذا كان فيه ضرر فإن السياسة الشرعية تحتم على رئيس البلدية  إصدار قرار يمنع ذلك الضرر و يوقفه و على مسبب الضرر أن ينفذ ذلك القرار فورا ، و هذا من باب  تحريم إيذاء الجار و الوصية به ، فإيذاء الجار من كبائر الذنوب و هناك أحاديث كثيرة في هذا الباب نذكر بعضها: حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِي جَارَهُ. رواه البخاري ومسلم. وعَنْه أيضا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ. رواه مسلم. والبوائق هي الدواهي والشرور.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا قَالَ: هِيَ فِي النَّارِ، قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: فَإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلَاتِهَا وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنْ الْأَقِطِ وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا قَالَ: هِيَ فِي الْجَنَّةِ. رواه أحمد وصححه ابن حبان والمنذري والألباني.

السكان يطالبون بتدخل الوالى شخصيا .


أخيرا  يجب القول ان الاسطبلات غير القانونية قد حولت بلدية أوريسيا الى مزرعة كبيرة ، و نشرت حتى الحقد و البغضاء بين السكان و المربيين فالجميع يدرك انه حان الوقت لإزالتها و على البلدية و كل السلطات المعنية توحيد الجهود لتنظيف المحيط العمراني منها و ذلك بالقيام بخطوات جادة للقضاء عليها وردع أصحابها بعيدا عن المصالح الشخصية الضيقة و عن الحسابات السياسية  التي لن تزيد الوضع الا تأزما  و المواطن هو دائما من يدفع الثمن، فبعض الموالين  مدرك  لما يحدث و هو مستعد لتحويل اسطبله خارج المدينة و هو فقط يطلب من الجيران و السكان حوله ان يكفوا عن التهديد و الوعيد  حتى لا يتحول الامر الى مشاحنات و تغنانت ، و هو شخصيا سيتجاوب مع قرار البلدية في حالة  استجابة باقي الموالين ، لكن الاغلبية من المربين  غير مكترثين بهذا القرار فهم يعيشون لأنفسهم فقط، لا تهمهم إلا مصالحهم، لا يهمهم حالة جيرانهم ، فحتى العرب في الجاهلية كانت لديهم نخوة الأخوة والمحبة، و كانوا يتفاخرون بحسن الجوار وإكرام الجار و كف الأذى عنهم و تفاخر حتى شعرائهم في ذلك. 
  فالمواطنون بقلب بلدية أوريسيا  يناشدون السيد الوالي شخصيا التدخل لفرض طابع التمدن على مدينة أوريسيا و كلهم أمل ان يجدوا أذان صاغية ، و قرارات صائبة تزيل عنهم الهم و الغم و تأتيهم بالفرج ليكون غدهم أفضل من امسهم و مستقبل اولادهم  احسن من ماضيهم ، فإلى متى تبقى حياة المواطنين في يد فئة من الموالين الذين لاهم لهم سوى اكتساب المال بتربية أكبر عدد من رؤوس الماشية و الابقار على حساب صحة السكان ، الموضوع للمتابعة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أنجز التقرير لصوت سطيف / عاشور جلابى.

 

تم تصفح هذه الصفحة 7457 مرة.
فيديو
صورة و تعليق
هدرة الناس
والي سطيف و الكورونا ؟إقرأ المقالة
قناتنا على اليوتيوب
تطوير Djidel Solutions