دخلت إلى مؤسسة انتاجية خاصة ،ورغم أن صاحبها
كان غائبا، الا أني لاحظت ظاهرة تسر الناظر.
صراحة اندهشت،لحسن التنظيم والتسيير
والانضباط.أول مرة أرى نظاما عمليا "جابو نيا " في الجزائر يثير الاعجاب
والفضول ويطلع "المورال".
هذه المؤسسة لا تشبه بقية المؤسسات العمومية
والخاصة "الهاملة"،لأن عمالها منضبطون يشتغلون في أماكنهم مثل، روبوات
اليابان في صمت ودون ثرثرة ودون "سرقةالوقت"، ودون استعمال مفرط للهواتف
ودون تلذذبالقهوة والسجائر والشمة.
إذا حييت عاملا منهم يرفع رأسه اليك ويجيب
"بظرافة" وينشغل بعمله.دون أن يتبعها بعبارات الجزائريين
:كيفاه؟"واش قلت؟""واش قالوا ؟"واذا طلبت خدمة من أحدهم
يقدمها لك واذا لم تكن من صلاحياته يوجهك الوجهة الصحيحة ويقول لك هنا تنتهي مهمتي.واذا
طلبت شخصا معينا يقولون لك "راح يفطر"وسيحضر بعد قليل وتخاف أن يطول
انتظارك،لكنه يأتي بسرعة البرق وفي الوقت المناسب.
صراحة لم أفهم هذا الانضباط الجزائري غير
المعهود،وحبيت "نقرعج" لأكتشف السر.لكن حيرتي تبددت بعد أن رفعت عيني
فإذا الكامرات مزروعة في كل الزوايا.عندها فهمت السر.
لم تعد الأعمال بالضمير والنيات إنما
بالكاميرات.
كمال قرور / كاتب و اعلامي.