حالة الطقس
يوم الأربعاء
24 أفريل 2024
الساعة: 10:03:04
بلدية قجال :سكان تاجرة يطالبون بتدخل السلطات لوضع حد لنشاط قاعة افراح مشبوه والمير يطمئن الساكنةعين الروى، حطام المباني الوظيفية يهدد حياة التلاميذ .القادة المجتمعون في تونس يؤكدون على ضرورة توحيد المواقف وتكثيف التشاور والتنسيقسطيف :ديون سونلغاز475 مليار سنيتم ، وتحصيلها يشكل وجع دماغ حقيقيأميار يماطلون في تنفيذ تعليمة الوالي بشان وضع المنتخبون في حالة ديمومة
إذا كانت عقلية الشارع هي التي توجه المعلم والأستاذ في المدرسة فمن الذي يوجه المجتمع ويعلمه روح المسؤ
مقالات و مساهمات القراء

                                                         

                                
  الدكتور خالد عبد السلام قسم علم النفس جامعة سطيف2
  عندما نسمع من معلمين وأساتذة أن هناك زملاء لهم من (المعلمين والمعلمات والأساتذة) في مختلف الامتحانات الرسمية يُلحُّون ويُصرُّون على مساعدة التلاميذ بتقديم لهم الإجابات في مختلف المواد وخاصة في التعليم الابتدائي اثناء الحراسة، أو يتركون الممتحنين يفعلون ما يشاؤون، أين ينشغل بعضا  منهم في الأحاديث الهامشية تاركين الممتحنين يفعلون ما يشاؤون، او يتجاهل البعض الآخر لدورهم داخل قاعة الامتحانات، او باستسهال البعض الاخر لكل عمليات الغش عن طريق حراسة الحراس من ضبطهم، استجابة لتوصيات وتوجيهات تلقوها من خارج المدرسة او من بعض مسؤوليهم او من زملائهم وزميلاتهم لضمان نجاح أبنائهم او أقربائهم او أبناء أصدقائهم وجيرانهم وأحبائهم، وعندما يقول بعض المفتشين ومديري مراكز الامتحانات للمعلمين والأساتذة لا تكلفوا انفسكم بكتابة التقارير عن حالات الغش ( تصرفوا وكأنكم لم تروا شيئا لا تهولوا الامور) ويُخوّفُون المعلمين والأساتذة بطريقة غير مباشرة بأنهم سوف تستدعيهم الادارة للتحقيق والاستفسار معهم حول التقارير التي كتبوها بالتعبير الصريح ( سيُمَرمدُوكُم خلالها وتتنقلون إلى المراكز الجهوية)، بدل ان يحثوهم على اداء واجباتهم ويتحملوا مسؤولياتهم و يُطمئنوهم على أن الادارة ستتحمل مسؤولياتها بالسهر على تبليغ تقاريرهم للهيئات العليا وتحميمهم من كل التجاوزات، عند كل ذلك ماذا بقي من قيمة وهيبة للمعلم او الاستاذ او الادارة أو المدرسة الجزائرية؟.
    وماذا بقي من روح المسؤولية لدى الانسان الجزائري خاصة في هذا المستوى وهذا القطاع الذي أوكلت له مسؤولية تنمية القيم الايجابية في أبنائنا وتنشئهم على الجد والاجتهاد وتدريبيهم على الاخلاق والنزاهة والأمانة والصدق؟
   وماذا يعني ان يبرر بعض المعلمين والأساتذة انسياقهم وراء منطق الشارع والمجتمع بتسهيل عملية الغش في الامتحانات تحت قناع " الكل يسرق والكل ويتحايل والكل يكذب وينافق"؟ هل نحن ملزمون كمربين وأولياء ومتعلمين أن نفكر كما يفكر الآخرون وخاصة عامة الناس؟
  وما ذا يعني ان تقول معلمة او معلم خلال حراسته للامتحانات، ” اغْمضُوا أعيُنيكُم، عاونوا أولادنا مساكن“ من أين أتى هؤلاء بمثل هذا التفكير؟ أليس تفكيرا مقتبس ومتعلم من مدرسة الشارع الذي تميعت فيه كل القيم والمبادئ والأخلاق وأصبح غالبية الناس يستبيحون كل شيء في الحياة السرقة الغش والتحايل والتزوير والخداع والنفاق، المهم تحقيق النجاح والربح بأي وسيلة كانت شريفة او غير شريفة قانونية او غير قانونية؟
  وهل مسؤولياتنا وأدوارنا هي نفس مسؤوليات الأفراد في الشارع حتى ننساق وراء سلبياته وعوراته ونكرسها وننقلها إلى أبنائنا في المدرسة؟
   هل يعني ذلك ان الجميع أصبح مستسلما لعقلية الشارع؟ و هل يعني ذلك أن الجميع أصبح ينقل سلبيات وتناقضات و مساوئ الشارع إلى المدرسة والجامعة بدل أن ينقلوا القيم الايجابية إلى الشارع والمجتمع؟ فإذا كان الامر كذلك فأين هي اذن رسالة المدرسة في تطوير وتوجيه المجتمع نحو المثل العليا وفضائل الاخلاق؟
   ألا يعني ذلك أن المعلم والأستاذ هما اللذان قدما صورة سلبية للمجتمع، وتسببا في تدهور مكانتهما وقيمتهما في المجتمع؟ أليست مثل هذه التصرفات والممارسات هي التي جعلت المجتمع ينتج نكتا مضحكة تستهزئ بالمعلمين والأساتذة؟ لأنهم تخلوا عن واجباتهم ومسؤولياتهم التربوية، بما انهم يفكرون كما يفكر عامة الناس (أميهم وجاهلهم)، واكدوا بذلك للجميع انهم ليسوا قدوة للمتعلمين ولا للمجتمع.
    هل يعني ذلك أن الشارع أصبح هو المعيار والنموذج الأعلى الذي يقتدي به كل المربين والأساتذة في كل المستويات، وأصبح هو المدرسة التي تعلم المعلمين والأساتذة كيف يتفننون في تكريس  الرداءة و ثقافة الغش والتحايل والتزوير ونقلها إلى أبنائنا بشكل رسمي عبر ممارساتهم وتصرفاتهم داخل حجرات الدراسة وخلال الامتحانات الرسمية؟ بدل ان تكون المدرسة والجامعة هي مصدر التغيير للذهنيات و التهذيب للأمزجة و الطباع السلبية و الاشعاع بالسلوكات والتصرفات الايجالبة على المجتمع للعمل بها.
     ألا يعني ذلك أن مدارسنا و جامعاتنا فقدت دورها الرسالي والحضاري؟ ألا يفسر ذلك لماذا فقدت مدارسنا وجامعاتنا قدرتها على إحداث التغييرات الايجابية في كل مجالات حياتنا. وأصبحت تنقل المعرفة والعلم دون أن يكون لها مفعولا ايجابيا في تغيير وتطوير التفكير والذكاء لدى كل الاجيال الناشئة،  وأصبح الجميع يلهث وراء الشهادات دون محتوى مهاري وقيمي. 
     فلماذا نشتكي جميعا من الغش والتحايل والتزوير والخداع عندما يمارس علينا او على أقاربنا او على أصدقائنا في الشارع و في الحياة العمومية، في حين أننا نشجعه جميعا ونشئ عليه أبناءنا كأولياء في الأسرة وكمربين وأساتذة في المدرسة والجامعة؟  
      أليس المطلوب منا ان نكون اكثر الناس حرصا على أداء أدوارنا ورسالتنا على احسن وجه لنكون كما قال الشاعر، كاد المعلم ان يكون رسولا؟
     أليس المطلوب منا اليوم إعادة النظر في الطريقة التي نفكر ونتمثل بها أدوارنا ومسؤولياتنا في المجتمع؟
     أليس المطلوب منا التحرر من الممارسات السلبية السائدة في المجتمع وعدم الانسياق وراء منطق الشارع؟
      أليس حري بنا التفكير أننا لسنا ملزمين بالتفكير كما يفكر عامة الناس؟ بل علينا ان نعلم عامة الناس ان مصلحة أبنائهم في تعليمهم ان النجاح يتحقق بالاستحقاق والاجتهاد وليس بالمساعدة والتدخلات؟  أليس المطلوب منا تحرير تفكير أبنائنا من استصعاب الامور و من المستحيل في الحياة  وان المستحيل ما هو إلا مجرد فكرة وهمية يضعونها في أذهانهم فتشوش تفكيرهم وتحبط عزائمهم؟ وأليس المطلوب منا أن نعلم أبنائنا أن وظيفة التربية والتعليم ليست الحصول على النقاط والشهادات بقدر ما هي تطوير الذكاء والتفكير الابداعي لدى أبنائنا ليستطيعوا مواجهة مشكلات حياتهم بنجاح وتفوق؟
     إننا في أمس الحاجة إلى ان نلعب ادوارنا ونناقش الشارع في منطقه لنغيره لا أن نسايره ونستسلم له دون ذلك يبقى سلم القيم مقلوبا ويصبح الذين يعلمون والذين لا يعلمون سواء ويصبح الذين يعملون والذين لا يعملون سواء ويصبح الجاهل والأمي والمتعلم سواء. وبذلك يصبح لا معني ولا قيمة ولا مكانة لا للمدرسة ولا للجامعة، مادام المعلمون والأساتذة هم الذين ينقلون ممارسات الشارع السلبية إلى مدارسنا وجامعاتنا بدل ان يكون العكس. وبذلك نكون او لا نكون.
    رسالة تربوية بمناسبة الامتحانات الرسمية في 28 ماي 2016
للمناقشة والنقد الدكتور خالد عبد السلام قسم علم النفس جامعة محمد لمين  دباغين سطيف 2 

تم تصفح هذه الصفحة 26622 مرة.
فيديو
صورة و تعليق
هدرة الناس
والي سطيف و الكورونا ؟إقرأ المقالة
قناتنا على اليوتيوب
تطوير Djidel Solutions