عيادة
الأم و الطفل بمستشفى الباز ،وفاة حاملين بسبب الإهمال،و 88 رضيع حديث الولادة
يموتون شهريا.
نظم
العشرات من المواطنين وقفة احتجاجية أمام مدخل مستشفى الأم و الطفل بمنطقة الباز
بمدينة سطيف، وجاءت الوقفة عقب تسجيل حالتي وفاة في صفوف الأمهات الحوامل، زيادة
على العديد من الأطفال حديثي الولادة الذين توفوا بشكل غير مسبوق في الأشهر القليلة
الماضية، تضاف إلى كل هذا سوء المعاملة التي يتلقاها الحوامل من طرف الطاقم الطبي
و الشبه طبي.
الخبر
تنقلت إلى مكان الاحتجاج امام المدخل الرئيسي للمستشفى، أين التقت بأهالي الضحية
الأولى "منصور مريم صاحبت 32 عاما"، وكان المشهد جد مؤثر مع وجود ابنتين
للضحية هما سلسبيل 10 سنوات وسدرة 5 سنوات يبكيان بحرقة و يصيحان " نريد رؤية
ماما توحشناها " ، مشهد ابكي الحضور وهما يحملان ورقة مكتوب عليها "
أحبك أمي"، ويروي أخ الضحية وزوجها وأخواتها كيف أن الضحية تعرضت إلى سقوط
مفاجئ من سريرها بسبب معاناتها من الضغط المرتفع بتاريخ الأول من ماي الجاري، أين
لم تجد من يقف إلى جانبها لمدة 5 ساعات كاملة، أين كانت تعاني من تمزق عضلي داخلي
ونزيف حاد في الرحم، ويعد أن احتج أهلها بشكل كبير تم نقلها إلى عيادة خاصة رفضت
التكفل بها لصعوبة الحالة خاصة بعد وفاة جنينها، وتم توجيهها إلى المستشفى الجامعي
حسب تصريحات أهل الضحية، أين عانت من صعوبة بالغة في التنفس مما استدعى وضعها تحت
العناية المركزة، غير أن أنبوب الأكسجين سقط منها في منتصف الليل في غياب المداومة
الطبية، وتم الاستنجاد بمصالح الحماية المدنية لإحضار أنابيب الأكسجين التي كانت
مفقودة بالمستشفى ، لكن الوقت كان قد فات وتوفيت الضحية في نفس اليوم، أين تم
تقديم شكوى رسمية لوكيل الجمهورية لدى محكمة سطيف الذي أمر بفتح تحقيق عاجل في
القضية.
وفي
نفس السياق، قدم أهالي الضحية الثانية بلخير سلمى التي لم تتجاوز 27 سنة من العمر،
شكوى لدى مصالح الأمن الثامن بسطيف، يتهمون فيه إدارة مستشفى الأم و الطفل
بالإهمال المفضي إلى وفاة ابنتهم، أين أكد زوج الضحية بان زوجته تعرضت إلى نزيف
داخلي أدى إلى وفاتها بسبب عدم التكفل بها، مطالبا وزير الصحة ووزير العدل بالتدخل
العاجل لوقف هذه المهزلة في حق الحوامل الذين يجبرون على تنظيف غرفهم بأنفسهم،
زيادة على انعدام الكثير من التحاليل المخبرية في المستشفى
الخبر
تنقلت إلى مكان الاحتجاج ونقلت تصريحات صادمة على لسان أهالي الضحايا الذين طالبوا
بتدخل وزير الصحة ووزير العدل من اجل معاقبة المتورطين في الأمر، أين وصفوا
المستشفى بالمذبح الذي لا يصلح لان يكون مكانا للولادة، أين اطلعت الخبر في عين
المكان على أمهات ومرضى يقومون بأنفسهم بتنظيف الأروقة و الغرف.
من
جهة أخرى تحصلت الخبر على إحصائيات رسمية تشير إلى ارتفاع كبير لعدد الوفيات في
صفوف الأطفال حديثي الولادة، حيث تم تسجيل 26 حالة وفاة في شهر فيفري تمس الأطفال
من اليوم الأول حتى اليوم 28، في حين تم تسجيل 88 حالة في نفس العمر خلال شهر مارس
الماضي من سنة 2017، وهو الأمر الذي جعل وزارة الصحة توفد العديد من لجان التحقيق
بما فيما تلك التي أوفدها مدير المستشفى لكشف خلفيات ذلك.
وفي حديث للخبر حول هذه التطورات التي تعصف
بقطاع الأمومة بسطيف، قال المدير العام للمستشفى نور الدين بلقاضي، أن أهالي
الضحايا لهم كل الحق في الاحتجاج السلمي، فهم يرون بان المستشفى مقصر ونحن كإدارة
نرى أننا لم نقصر في التكفل بالأمهات و أطفالهن، فيما تبقى التحقيقات الداخلية و
الخارجية على يد العدالة الكفيل الوحيد للفصل، مؤكدا بان نسب الوفيات في صفوف
الرضع راجعة إلى عدد الحوامل الذين يقصدون المستشفى من كل ولايات الوطن، أين وصل
حالات الوضع إلى 80 مولودا في اليوم بمجموع 13 ألف ولادة سنويا، أين انخفض عدد
الوفيات في صفوف الرضع إلى 8 في الألف بعد أن قارب 33 في الألف في سنة 2013 .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سطيف : عبد الرزاق ضيفي