دُهشت اليوم و أنا استمع للخبير الطاقوي "مهماه بوزيان" الذي يُعد من خير ما أنجبت الجزائر في مجال البحث الطاقوي و الجيولوجي ،  المعني و في حوار صحفي له مع مؤسسة إعلامية عمومية أعطى معلومة في غاية الأهمية .

 المعلومة التي كُشف عنها لأول مرة اليوم على أمواج الاذاعة تقول أن  هيئة المسح الجيولوجي البريطانية قامت سنة 2012 بعمل علمي كبير و هو إنتاج أول خارطة جيولوجية للمياه الجوفية في إفريقيا و اعتبرت الدراسة أن الجزائر تحتل المرتبة الأول من ناحية كمية المياه.

وأكد الخبير الذي أنجز دراسة لهذا المسح أن 70 بالمائة من التراب الجزائري خزان من المياه تصل كميتها إلى 92 ألف مليار متر مكعب ، و خلصت الدراسة أن الجزائر لديها بحر من الماء العذب تحت أرضها ، و قال الخبير انه لو يتم حفر 30 ألف بئر سنويا في الجزائر بطاقة إنتاج 20 ألف متر مكعب دون استرجاع ، فلن تستهلك الجزائر سوى 0.1 بالمائة من مخزونها الباطني للماء.

شخصيا احترت في كيف يمر تصريح كهذا مرور الكرام و كيف لا يحظى مثل هذا الموضوع باهتمام وسائل الإعلام المختلفة التي تنجز برامج و فقرات متعددة في نشراتها الإخبارية لأتفه التصريحات و  لا تعير خبر كهذا أي اهتمام او متابعة .

لكي نبين اهمية الخبر علينا بإجراء بحث بسيط في موقع قوقل حول حفر الآبار في الجزائر ،  ستجدون الكثير من المواضيع التي تدمي القلب ، أعطيكم واحد منها تابعوا..

((تورط العديد من فلاحي ولاية..... بجريمة حفر الآبار بطرق غير قانونية و نهب المياه الجوفية و هي الجريمة التي نفذها مشتبه بهم من ذوى الخبرة  مقابل مبالغ مالية تتجاوز300 مليون سنتيم . 
و قد عالجت مصالح الأمن للولاية .... خلال شهر واحد أكثر من 100  قضية تتعلق بالحفر العشوائي و بدون ترخيص إداري للآبار و أوقفت خلالها عشرات  الأشخاص المتهمين من بينهم مقيمين غير شرعيين من جنسيات مختلفة ، و تأتي هذه الحملة نظرا لتضاعف نشاط عصابات الحفر غير الشرعي الذي يتسبب في مشاكل بيئية كبيرة تكمن أغلبها باستنزاف المياه الباطنية وتهديد الأحواض والسدود التي سجلت نقص في المخزون الخاص بها إلا أن عناصر الامن... تقف بالمرصاد في وجه هذه العصابات من خلال المخططات الأمنية المشددة المتمثلة في مضاعفة الدوريات والمداهمات للقضاء على هذه الظاهرة من خلال مراقبة مستمرة للمناطق والمستثمرات الفلاحية ..... )).
ما أريد قوله نحن أمة نعيش في قمة الجنون جعلونا نعيش فقراء بحاجة لقطرة ماء لنموت و ندفن في بحر من الماء العذب موقعه تحت قبورنا.

و عند ربط الخبر الذي جاء به الخبير اليوم و إسقاطه على ما يحدث بولايتنا من بداية مشروع التحويلات الكبرى ، فلكم أن تتخيلوا ، ماذا لو صرفت أموال هذا المشروع الذي يأبى أن ينتهي لحد الآن في  انجاز أبار عميقة  تمتد إلى ذلك البحر العذب الذي لا تجف مياهه ..... لا أزيد عن هذا و اترك الأمر للخبراء لتنويرنا  بشرح المعلومة التي جاء بها  احد زملائهم اليوم .

فنحن نريد فقط أن نعرف لماذا نعاقب الفلاح المسكين الذي أراد أن يسقي أرضه و نمنعه من حفر بئر في حقله و نحتج بأن ثروتنا من الماء تكاد تنتهي رغم أن الدراسة العليمة التي كشفت اليوم تقول عكس ذلك تماما .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عاشور جلابي  / صوت سطيف.