تداعيات و رد فعل قوى داخل الوسط الطبي والمواطنين وبعض المهتمين بالتصريحات الخطيرة التي اعتبرت قنبلة من العيار الثقيل،فجرها يوم أمس البروفيسور مصباح، رئيس مصلحة الإنعاش بالمستشفى الجامعي سعادنة محمد عبد النور بسطيف، والتي كشف فيها فضائح بالجملة يعيشها المستشفى حيث عبرعنها بقوله (لقد وصل الموس للعظم)، وهذا عبر فيديو مصور تلقت "صوت سطيف" نسخة منه.

البروفيسور مصباح يتهم مدير المستشفى صراحة ويسميه في الفيديو بالهواري.

 البروفيسور مصباح كشف عن تلاعبات في الصفقات العمومية شهدها المستشفى في 04 سنوات الأخيرة، موجها أصابع الاتهام إلى المديرالعام للمستشفى "نورالدين بلقاضي"، الذي خاطبه تهكميا باسم "الهواري" كونه ينحدر من مدينة وهران، وجاء حسبه خصيصا لقضاء مآرب وأهداف شخصية كل ذلك على حساب المستشفى والمريض بالدرجة الأولى.

سبيسيفيك جديد يظهر بسطيف والفيديو يلقى رواجا كبيرا على مواقع التواصل، والبروفيسور مصباح يؤكد مرة أخرى صحة ما جاء في الفيديو.

الاتهامات أبرزها البروفيسور مصباح بأدلة مادية، بنفس الطريقة التي كان يستعملها النائب السابق في البرلمان طاهر ميسوم المعروف بسبيسيفيك  .

وأكد اليوم البروفيسور مصباح أنه مسؤول على كل ما جاء على لسانه عبر الفيديو، الذي أراد منه أن يكون رسالة قوية لكل مسؤول غيورعلى وطنه، للتدخل السريع لوقف المهازل والفضائح التي باتت تميز هذه المؤسسة الصحية، موضحا أن الفساد الذي نخر مستشفى سطيف في04 سنوات الأخيرة تجاوز كل التوقعات، وأن الأموال التي صرفت خلال أربع سنوات تعادل بناء مستشفيين جامعيين جديدين، لذا بات من الضروري تدخل المعنيين على أعلى مستوى في إشارة إلى وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، ومختلف المصالح الأمنية لفتح تحقيقات حول ما يحدث داخل دواليب المستشفى.

الفيديو الذي نقلناه على قناة "صوت سطيف" عبر اليوتيوب، لقي تفاعل كبير من طرف المتابعين، وأثنى جل المتفاعلين على شجاعة وجرأة البروفيسور في كشف المستور بطريقة بسيطة، صادقة وبأدلة دامغة وقوية، وعبروا عن مساندتهم له ودعمهم لكل الرجال الشرفاء بالمستشفى من أمثاله، وقد لمس كل من شاهد الفيديو بقوة طرح البروفيسورمصباح، والذي استدل  بشواهد مادية من المصلحة التي يشرف على تسييرها، حيث تم استبدال جميع الأجهزة الطبية التي كان يعتمد عليها الطاقم الطبي العامل بأجهزة أخرى من نوعية رديئة وأسعار مضاعفة، ما أثر سلبا على نوعية الخدمات، مضيفا أن الإدارة اغتنمت سياسة السكوت من قبل الأطباء والعاملين بالمستشفى، وأصبحت تتصرف حتى في اختيار القفازات والأدوات المعقمة والمآزر باقتنائها من قبل نفس المؤسسة المتواجدة بمدينة وهران.

كل هذه العوامل، يضيف البروفيسور مصباح، جعلت من المسؤولين بالمستشفى الجامعي سعادنة محمد عبد النور، يبسطون هيمنهتم وفرض منطقهم بطريقة تسيير ارتجالية دون استشارة الأطقم الطبية، جعلت من مستشفى سطيف المؤسسة الصحية الوحيدة على المستوى الوطني، تفتقر لبعض التجهيزات الطبية على غرار "الإي أر أم" بحيث يجبر المريض من أبناء البسطاء، إلى قطع أزيد من 500 كلم لإجراء فحص بالأشعة، في ظل انعدامها بالمستشفى.

مصباح يخاطب الوالي ويقول له الوعود التى قدمت لك مجرد إفتراءات.

و وجه ذات المتحدث، رسالة إلى المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي بالولاية، الذي قام بتاريخ 19 من شهر أكتوبر الجاري بزيارة ميدانية إلى مستشفى سطيف، وقدمت له شروحات حول مشروع المصلحة الجديدة على أساس تدشينها بتاريخ 29 من نفس الشهر، أكد البروفيسور مصباح، أن كل الوعود التي قدمت لوالي الولاية مجرد افتراءات وذر للرماد في الاعين، بدليل أن الأشغال لا تزال على حالها دون تغيير، في ظل الغياب المستمر لصاحب المقاولة الذي ينحدر من مدينة وهران، والذي لا تملك إلا بناءا ومساعد بناء وهو صاحب المقاولة دائم الغياب عن الورشة.

ولمعرفة رد فعل مدير المستشفى وبعض الإطارات بنفس المستشفى وتعليقهم على الفيديو، كانت لنا اتصالات معهم بالتنسيق مع بعض الزملاء الصحفيين فكانت الإجابة على النحو التالي .

نورالدين بلقاضي مدير مستشفى سعادنة محمد عبد النور بسطيف:(سماه البروفيسور مصباح في الفيديو بالهواري).

صرح مدير المستشفى أنه غير معني بما جاء على لسان البروفيسور مصباح، وقال في تصريحه للزميل " منصور حلتيم" بالحرف الواحد "أنا اسمي نور الدين والطبيب يتحدث على الهواري !؟".

البروفيسور حلاسي عزالدين رئيس مصلحة جراحة الأعصاب بنفس المستشفى :

أكد لــ "صوت سطيف" أن كل ما جاء في الفيديو صحيح وثابت بالأدلة وأن البروفيسور مصباح لم يقل إلا الحقيقة التي يعرفها كل إطارات المستشفى، لكنه شخصيا ضد الطريقة التهكمية التي طرح بها الموضوع، وأضاف البروفيسور حلاسي أن الأطباء بالمستشفى وخاصة رؤساء المصالح لم يصبح لهم أي رأي أو مشورة، وأنهم لا يمكنهم حتى تغييرعامل او ممرض بالمصلحة، والسلطة كلها في يد المدير يفعل ما يشاء بدون رقيب.

وبحرقة كبيرة تابع البروفيسور حلاسي كلامه بقوله، أنهم أصبحوا غرباء عن المستشفى ولا يحسون بأي دافع للبقاء وأنه شخصيا في المرحلة الأخيرة من المغادرة، وأنه يهيئ نفسه لذلك، لأن الوضع أصبح لا يطاق، فلا يعقل أن يكون الطبيب هو من يقابل المريض هذا من جهة، ومن جهة ثانية لا أستطيع فعل شيء لغياب الإمكانيات والفوضى في التسيير، حتى أصبح الطبيب مجرد متعامل تقني يتدخل للعلاج في حدود الإمكانيات المتاحة ويرفض العلاج عند غيابها، وكأننا أطباء أجانب جئنا بعقد من بلاد أجنبية، ولا دخل لنا في أي شيء آخر يخص المستشفى.

البروفيسور حلاسي قال أن المستشفى الآن يعيش بالصدقة وهو يحتضر، وأن ساعة المغادرة قد حانت لأنه لا يستطيع البقاء مكتوف الأيدي، مؤكدا أن الكثير من زملائه أصبح لديهم نفس التفكير.

البروفيسور ميمون رئيس مصلحة الأمراض الصدرية :

أجاب على سؤال لصوت سطيف بأنه يتواجد حاليا في مؤتمر طبي بولاية بسكرة، وأنه سمع فقط عن الفيديو ولم يتسن له مشاهدته، وانه لا يمكنه التعليق على ما جاء في كلام زميله إلا بعد مشاهدته للفيديو، و وعدنا بتصريح للموقع بعد مشاهدته للفيديو كاملا.

البروفيسور زوبيري رئيس مصلحة أمراض الأعصاب :

صرح انه موظف في المستشفى تحت إشراف مديرها العام، وأنه علينا الاتصال بمدير المستشفى، وأنه شخصيا مع كل ما يقوله المدير العام المعين بواسطة مرسوم رئاسي .

عبد الرزاق ضيفي : مدير مكتب جريدة الخبر بسطيف.

يرى الإعلامي عبد الرزاق ضيفي أن القضية أعمق بكثير من تصريحات بروفيسور في إحدى مصالح المستشفى، فالقضية يجب أن يتبناها جميع فاعلي المجتمع المدني، المنتسبين لقطاع الصحة بالولاية، المنتخبين والجمعيات المختصة، وأضاف انه بصفته صحفي فقد تناول المستشفى من عدة زوايا وتم طرح عدة مشاكل، لكن لا حياة لمن تنادي، ولم تكن هناك استجابة أو رد فعل من أي مسؤول بالولاية، وهذا منذ عهد الوالي زوخ أين بدأت المشاكل في البروز بقوة، حيث تعرض المستشفى للسرقة، نشوب حرائق، النهب، فضائح أخلاقية، وكل هذا كان يجب أن يكون له وقفة جدية من طرف الجميع بمن فيهم عمال ونقابة المستشفى.

وتابع مدير مكتب جريدة الخبر كلامه بقوله، أنه كإعلامي كان في كل مرة يبحث عن المعلومة يتعرض خلالها إلى حملة انتقاد منظمة،وبأنه لديه مصالح داخل المستشفى، وهي الحملة التي يقف ورائها من كان يريد إخفاء الحقيقة وعدم إظهارها للرأي العام.

والآن أصبح الأمرلا يهم الإعلاميين بقدر ما يهم صحة المريض، وأنه يضم صوته لصوت كل إعلامي الولاية للمطالبة من إطارات المستشفى والنخبة في قطاع الصحة بضرورة التكتل والتعاون مع رجال الإعلام بطريقة منظمة، والتصريح في الوقت المناسب دون اللجوء إلى وسائط التواصل الاجتماعي وبالطريقة التهكمية التي رأيناها .

وفي الأخير أكد الإعلامي عبد الرزاق ضيفي، أنه سيبقى يسلط الضوء على جميع المشاكل في كل ربوع الولاية وفي جميع القطاعات دون استثناء.

هذا ولم يتسن لنا الحصول على تصريح من طرف مديرة الصحة، التى نصبت البارحة بسبب تواجدها في اجتماع مع مدراء المؤسسات الاستشفائية طيلة اليوم.

رأي الحقوقيين.

يتوقع بعض الحقوقيين الذين اتصلت بهم " صوت سطيف"، أن تتحرك النيابة العامة في هذه القضية لأن تصريح البروفيسور فيه أدلة مادية واضحة، ويمكن أن يفتح تحقيق يبدأ بسماع البروفيسورعلى محاضر رسمية ليتوسع إلى باقي المعنيين بهذا الملف، لأن الطبيب ليس موظف بسيط وما قاله ليس تصريح عادي يمكن التغاضي عنه، فهو يتعلق بصحة المريض وما جاء في الفيديو هي بمثابة حقائق مادية وليست مزاعم، وقد سبق للنيابة العامة عن طريق وكيل الجمهورية التحرك في قضايا مماثلة.

 وهذا الفيديو الذي تم نشره للبروفيسور مصباح

https://l.facebook.com/l.php?u=https%3A%2F%2Fwww.youtube.com%2Fattribution_link%3Fa%3DRoLrT_XQWp0%26u%3D%252Fwatch%253Fv%253D18kO_yARjoY%2526feature%253Dshare&h=ATOCUw8s1qD5xyeNTc8OSzgZuKrQ44RwL_RBHY1CcFa6ytmTRlRnHpWrpX_4kMvJy765pSWp8pbMr8jKXOJhSVTfxPtVjU59mjtIPTlE86OOc5gUhsqG5_6E2_qVmBFF6vwAC8sHSp42vmrxHYR4d_bNgdkP6HwH8lo2y6sKHVfZJ-Ktl9CdIrLLyiGNYbS5H5kGH83MoReCRqXulUdrYZ2sT1Wazki24eYHX3UhEbizAaRcWIHUdaibMoKxUEpk8rtMo9pl0Ji4dLr62-8Z-FvjOu5JbrUOuOrDjszwwJ0