حالة الطقس
يوم الثلاثاء
23 أفريل 2024
الساعة: 19:33:18
عين الروى، حطام المباني الوظيفية يهدد حياة التلاميذ .القادة المجتمعون في تونس يؤكدون على ضرورة توحيد المواقف وتكثيف التشاور والتنسيقسطيف :ديون سونلغاز475 مليار سنيتم ، وتحصيلها يشكل وجع دماغ حقيقيأميار يماطلون في تنفيذ تعليمة الوالي بشان وضع المنتخبون في حالة ديمومةمخرجات اجتماع مجلس الوزراء
عائلة عميد المحاربين القدامى من سطيف نرفض المساومة و فرنسا لن تفصلنا عن جذورنا
روبرتاج


          أرادت فرنسا فصلهم عن جذورهم الجزائرية

          عميد المحاربين القدامى تم نقله إلى فرنسا في 1945 لإبعاده عن المنظمات السرية الوطنية

          عائلة مسعود نزار عميد المحاربين القدامى تعيش في سطيف وترفض المساومة

  

حل البارحة بمدينة سطيف كاتب الدولة الفرنسي لدى وزير الدفاع المكلف بقدماء المحاربين و الذاكرة جون مارك توديسشيني في زيارة رسمية وباستقبال من طرف السلطات الولائية بسطيف، وهي الزيارة التي تعتبر تاريخية بكل المقاييس قبل أيام فقط من ذكرى مجازر 8ماي 45، وكاعتراف رسمي بارتكاب هذه المجازر، يزور الوزير الفرنسي النصب التذكاري لسعلال بوزيد الذي يعتبر أول شهيد سقط في مجاز 8ماي 45، حيث يضع إكليلا من الزهور قبل أن يتوجه إلى المتحف الوطني، ومن ثم زيارة السور البيزنطي بوسط المدينة، فيما ستقام مأدبة غداء رسمية للوفد المرافق له، ورغم ان الزيارة تكتسي أهمية بالغة بحكم أنها اعتراف صريح بجرائم فرنسا، إلا ان الكثير من الملفات تبقى عالقة مثل ملف وضعية المحاربين القدامى في الجزائر، حيث تتوقع أوساط تاريخية أن تتجه فرنسا إلى تسوية الكثير من ملفات هؤلاء على غرار ما فعله الوزير السابق المكلف بملف قدماء المحاربين قادر عريف أثناء زيارته سنة 2013 إلى المغرب، أين أعلن عن تسوية 8آلاف ملف عالقة وتسريح معاشاتهم.

أثارت كتابات المؤرخ الفرنسي بيار دوم حول مخلفات الإستعمار الفرنسي بعد الإستقلال ومن بينها ملف الحركى، الكثير من التصريحات المضادة من طرف مجاهدين مسؤولين عاصروا الثورة التحريرية مثل رضا مالك، فيما طالب المؤرخون الجزائريون بكشف أرقام وحقائق تتعلق بنهاية الحقبة الإستعمارية، غير أن اللافت للانتباه هو أن فرنسا تنام هي الأخرى على ملفات خطيرة همشت من خلالها الآلاف من المحاربين القدامى الذين حاربوا إلى جانبها أيام الغزو الألماني، ومنهم جزائرين بالآلاف تقدموا الصفوف الأولى، لكن وبمجرد انتهاء الحرب العالمية ، لم تلتفت السلطات الإستعمارية إلى هؤلاء ن وقامت بتكريم البعض منهم المقيمين في فرنسا، فيما تناست عائلات الضحايا الذين ماتوا و المقيمين في مستعمراتها السابقة مثل الجزائر، وهو ما أكدته رسالة واضحة من الرئيس الحالي فرانسوا هولاند مؤرخة في 16 أكتوبر 2014 عن طريق المستشارة بالرئاسة الفرنسية إيزابيل سيما، وموجهة إلى عائلة عميد المحاربين القدامى المقيمة بمدينة سطيف، أين يعتذر عن فتح هذا الملف طالبا توجيه ملفهم إلى المصالح القضائية .  

 

اعتراف عالمي بدور المحاربين القدامى في تحرير أوربا

 

 أثارت عمليات المشاركة الرسمية للجزائر في الاحتفالات بالعيد الوطني الفرنسي المصادف لـ14 جويلية الماضي ، الكثير من الانتقادات من طرف الأسرة الثورية وبعض الفعاليات الثقافية، في حين اعتبرت السلطات الرسمية وعلى رأسها وزارة الخارجية، هذه المشاركة رفقة 80 دولة أخرى شاركت في محاربة الألمان، خطوة كبيرة تهدف إلى التنويه والإشادة بأجدادنا البواسل وتسليط الضوء على تضحياتهم بالنفس في سبيل حرية الآخرين وحريتهم".، فيما تلت هذه السابقة خطوة أخرى من طرف الدبلوماسية الجزائرية لمشاركة بلجيكا في احتفالاتها بمناسبة معركة إيزر في بداية الحرب العالمية الأولى، حيث مثل رئيس الجمهورية عبد المالك سلال، في وقت أشاد فيه الملك البلجيكي و المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بدور المحاربين و المناضلون الجزائريين الذين كانوا حينها تحت وطأة الاحتلال الفرنسي في هذه المعارك إلى جانب جنود بلجيكيين و بريطانيين و فرنسيين و العديد من الجنود الآخرين الذين قدموا من عدة دول أخرى.

 

الخبر فتحت ملف المحاربين القدامى ودورهم في تحرير فرنسا و العديد من حلفائها أثناء الحرب العالمية الأولى، زيادة على مساهمتهم الفعالة في النهوض بالاقتصاد الفرنسي وتزويد مصانعها باليد العاملة المطلوبة للنهوض مجددا بعد الحرب، وكشفت الكثير من الحقائق التي منعت هؤلاء المحاربين من الالتحاق بالحركة الوطنية فيما بعد.

 

سياسة التجنيد الإجباري و172 ألف شاب جزائري في جبهة القتال ضد ألمانيا

 

تم تأسيس التجنيد في الجزائر في فيفري 1912 و كانت الكتل الشعبية مناهضة لهذا التجنيد، حيث أثار قرار وجوب الالتحاق بالجيش الفرنسي حركة هجرة كبيرة باتجاه بلدان الشرق الأوسط خاصة سوريا، غير أن الحقائق التاريخية تدل على أن العديد من النخب آنذاك رحبوا بالفكرة بعد أن أغرتهم السلطات الفرنسية التي وعدت بكل الحقوق السياسية لمسلمي الجزائر مقابل ما يعرف آنذاك بـ"ضريبة الدم".
 منذ 1914 إلى 1918 جند الجيش الفرنسي في صفوفه 500 85 شاب جزائري مجند بشكل رسمي و 519 86 متطوع أي بمجموع 172 ألف جندي، حيث  كانت الخسائر ثقيلة جدا في صفوف الجزائرين بسقوط  711 25 قتيل بما يعادل 14 بالمائة من مجموع القتلى في الجيش الفرنسي ، زيادة على 30 ألف جريح من بينهم 8779 معطوب بنسبة 100 بالمائة .

المحاربون القدامى كانوا لبنة في تأسيس الحركة الوطنية في فرنسا

لم يستفد مئات الآلاف من الجنود و العمال الجزائريين الذين جندوا بالقوة سواء في الجبهة أو في المصنع إلا من حوافز قليلة لاتكاد تذكر، ورغم هذه المشاركة الهامة في جهد الحرب إلى جانب فرنسا إلا أن الفقر و التشرد كان صفة ملازمة لهؤلاء، غير أن المؤرخين الفرنسيين أكدوا أن وجود هذه الأعداد الكبيرة من المحاربين القدامى في فرنسا سمح وجود عدد كبير من الجزائريين في فرنسا باقتحام الحياة السياسية حيث انطلق تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية بمختلف ميولاته مع نهاية الحرب العالمية الأولى مشجعة بالثورة الروسية ،حيث تم استحداث أول حركة وطنية مهيكلة سنة 1926 بفرنسا تمثلت في نجم شمال إفريقيا الذي ناضل منذ البداية لصالح الاستقلال الوطني.
خاصة بعدما تحولت وعود منح حقوق المواطنين للجزائريين مقابل "ضريبة الدم"ّ إلى إصلاحات سطحية لا معنى لها مقابل ما التزمت به فرنسا من وعود قبل الحرب وأثناء عمليات التجنيد الإجباري .
 

                      عائلة عميد المحاربين الجزائريين في الجيش الفرنسي مسعود نزار تكشف للخبر:

               تعرضنا لضغوط من أجل توريط الجزائر في قضية اختفاء الأخوان نزار في الصحراء الجزائرية

                

أخرج الفيلم الفرونكو جزائري "الخارجون عن القانون" للمخرج رشيد بوشارب الكثير من القضايا العالقة لحد الآن بين الجزائر وفرنسا، ورغم أن الفيلم لم ينل أي جائزة في مهرجان كان للسنما العالمي، وفضل القائمون على المهرجان منحها للمخرج الفرنسي غزافييه بوفوا وفيلمه ''رجال وآلهة'' الذي عاد لحادثة مقتل رهبان تيبحيرين، إلا أن تناول فيلم الخارجون عن القانون لقضية المحاربين القدامى وفضلهم في دحر النازية عن فرنسا، جعل "الخبر " تتوغل في القضية وتمكنت من الوصول إلى عائلة عميد المحاربين القدامى في فرنسا" مسعود نزار "المقيمة بمدينة سطيف، و الذي تم منحه لقب فارس فرنسا وحامل لواء الفرقة رقم 3 في الجيش الفرنسي إبان الحرب العالمية الأولى، زيادة على الكثير من الأوسمة التي جعلته مقربا من قصر الإيليزي وخاصة في زمن الرئيس جاك شيراك، ووصل الأمر إلى غاية تخصيص ساحة كبرى باسمه الخاص في مدينة إيفينيون حيث يقيم هو وعائلته من أصول فرنسية، زيادة على تخليد ذكراه في كل سنة من طرف عمدة بلدية" إفينيون "ووزير المحاربين القدامى  بعد وفاته سنة 2002 .
 
ولدى محاولة التقرب من ولده الوحيد عبد القادر نزار من المرأة الجزائرية السيدة قاسمية عائشة، وجدنا الجرح عميقا للغاية، فالعائلة نسيت تماما من طرف السلطات الفرنسية، وأكد لنا عبد القادر أن الأمر مدبر بالفعل، فوالده الذي يملك 9 من الأوسمة الرفيعة في فرنسا بحكم انه أصيب 3 مرات برصاص الألمان وأسر لسنة كاملة قبل انتهاء الحرب سنة 1945، لم ترد له فرنسا أن يكون مع زملائه في المنظمات السرية آنذاك وفضلت نقله إلى فرنسا لتبين للعالم آنذاك بان الجزائريين مع فرنسا، خاصة وأنه صنف في ذلك الوقت على انه أحسن عنصر في فرقة الرماة الفرنسية، وتم منحه كل ما يريد من أراض وأملاك وأموال دون تذكر عائلته في الجزائر مدة 40 سنة كاملة.
 
 وهنا تنقل حفيده "لياس نزار" إلى بيت جده وتمكن من الدخول إلى وزارة الدفاع الفرنسية التي أنكرت وجوده واعتبرته جنديا منسيا، لكن إصراره مكنه من البحث مع باقي المحاربين القدامى الذين دلوه على مكانه بمدينة " إيفنيون" ولدى وصوله تفاجأ لطريقة الاستقبال، الكل أنكر عليه وجوده هناك رغم أن عماته يملكون دورا للعجزة بمواصفات عالية وبمساحات كبيرة،وفي تصريح للخبر قال الياس نزار" تعرضت إلى محاولة للقتل في أحد الأيام على يد عمي المدعو" ران نزار " بعد أن وضع لي مادة سامة في القهوة وكدت أن أموت لولا العناية الإلهية، حيث أمضيت ليلتين في المستشفى ومن ثم قررت بإيعاز من الوالدين في مدينة سطيف العودة إلى أرض الوطن لتجنب أي حادث آخر، وقال في حديثه للخبر" الملف الطبي لايزال معي ويؤكد وجود هذا المادة في دمي آنذاك".
 
أما قضية اختفاء اثنين من أعمامه بصحراء الجزائر بداية التسعينيات وبالضبط في مدينة رقان، فقد صارت قضية مساومات بالدرجة الأولى، حيث أكدت أخواته الفرنسيات أنهما اختطفا من طرف الأمن الجزائري ولم يتمكنا من العثور عليهما مند سنة 1990، بدليل وجود سيارتهما بالقرب من أحد الواحات دون العثور على أي أثر لهما، وهو ما رفضه ابن عميد المحاربين القدامى عبد القادر بأن يتهم السلطات الجزائرية باختطاف أخويه من الأم الفرنسية، وأسر له بعض المقربين بأن القضية استغلت سياسيا، ومن الممكن أن تأخذ أبعادا خطيرة تتشابه مع قضية الرهبان الستة بتبحيرين، في ظل التوتر الكبير حول قضايا تجريم الاستعمار و الحركى وقضية التجارب النووية وغيرها،
 

أبناء المحاربين القدامى في الجزائر يطالبون برواتب وحوافز

 

رفع أبناء المحاربين الجزائريين القدامى ضمن القوات الفرنسية، الذين حرم آباؤهم من منحة الخدمة العسكرية، مراسلات إلى السلطات الفرنسية يستفسرون من خلالها عن الحقوق الاجتماعية التي ترتبت عن استغلال سنوات من عمر آبائهم من أجل القتال إلى جانب الفرنسيين، حيث يطالب هؤلاء بحقوقهم الاجتماعية بعد ما حرموا من تلك الحقوق التي منحت للبعض منهم والذين وضعت لهم صفة "محارب جزائري"وكان أغلب المستفيدين ممن وضعت له صفة "محارب فرنسي" فيما يتولى جهاز خدمة المقاتلين القدامى دفع رواتب عسكرية تضاف إلى الاهتمام بالمحاربين القدامى المعاقين في الحرب العالمية الثانية الذين قاتلوا في صفوف الجيش الفرنسي ويتلقون أيضا خدمات فردية وإدارية وطبية، حيث أحصت السفارة الفرنسية في الجزائر حوالي 47 ألف من قدامى المحاربين في الجزائر من بين أكثر من 150 ألف جندي جزائري شاركو في الحرب العالمية الثانية (1939-1945) ضمن الجيش الفرنسي، في حين لايزال أقارب المحاربين يعيشون ظروفا مأساوية، حيث أكد فيليب باجاس مدير قسم قدماء المحاربين لدى وزارة الدفاع الفرنسية رفقة السفير الفرنسي السابق  بالجزائر كزافييه دريانكور، أن أهم معالم التقييم الجديد فيما يخص منح ''قدماء المحاربين الجزائريين" والذين بلغ عددهم من الأحياء في الإحصاء الأخير 47 ألفا و500 محارب بين جنود سابقين أو أراملهم، وذكر فيليب باجاس أن الفئة المعنية بزيادات المنح هي ''قدامى المحاربين الذي قضوا أكثـر من 15 سنة خدمة في الجيش الفرنسي'' وهذه الفئة تضاعفت منحها بـ25,4 بالمائة، بينما الفئتان المتبقيتان غير معنيتين لأنه تم التكفل بهما على مرتين، 2002 ثم 2007 وهما ''المحاربون المتقاعدون والعسكريون المعطوبون''.
وقدر باجاس حجم الميزانية الجديدة المخصصة لدفع المنح خلال سنة 2013 للجزائريين قدماء المحاربين بـ71 مليون أورو، بعدما كانت 3,6 مليون ثم 52 مليون.
 
                                                                                                   سطيف : عبد الرزاق ضيفي

 


تم تصفح هذه الصفحة 30053 مرة.
فيديو
صورة و تعليق
هدرة الناس
والي سطيف و الكورونا ؟إقرأ المقالة
قناتنا على اليوتيوب
تطوير Djidel Solutions