بعد يومين من تواجدها بسطيف في إطار التحقيقات الوبائية الميدانية بالولاية التي عرفت ارتفاعا مقلقا لعدد الاصابات بفيروس كورونا ، وضعت لجنة البروفيسور محمد بلحوسين يدها على الداء و هو الفشل التام لمصالح الصحة بسطيف في متابعة التحقيق الوبائي الذي تقوم به مصالح الصحة الجوارية ، و هو ما كنا قد أشرنا إليه منذ بداية تفشي الوباء في الولاية .
حيث أكدت اللجنة انه يتعين تدارك النقص المسجل في هذا الإطار و العمل على تقوية التحقيقات الوبائية الميدانية لكل الأشخاص المتصلين بالمصابين بكورونا وتوسيع الدائرة إلى 20 شخصا على الأقل لكل حالة مؤكدة من أقارب المرضى ، و هو الحل الذي نراه مستحيلا في الوقت الحالي بسبب عدم وجود مخبر باستور في الولاية حيث ينتظر المكلفون بمتابعة الوضعية الوبائية و خارطة انتشارها مدة تقارب 10 ايام كاملة لمعرفة نتائج التحايل، و إذا كانت إيجابية يكون من نقل إليه العدوى يجول و يصول في منطقته لينقل العدوى بدوره إلى أشخاص آخرين و هو ما يحدث الآن بسطيف التي فقدت السيطرة تماما في متابعة تفشي الوباء .
و نقولها بصراحة أن الأمر سيبقى على ما هو عليه إذا لم تكن هناك إرادة فعلية تبدأ أولا بالإسراع في اعتماد مخبر للتحاليل بعيدا عن التجاذبات و صراع ديناصورات الصحة ، و يكون هذا المخبر ذو طابع نفعي لكل مستشفيات الولاية و بقدرة كبيرة تقدر بمئات التحاليل اليومية ، و هذا حتى يتسنى تدارك النقص التدريجي المسجل في هذا المجال الذي لن يتم في ظرف قصير و هو ما يتعين وضع هذا المخبر في الحال و دون تأخير أو تأجيل.
و لن يكون طبعا هذا الإجراء وحده كفيلا بتدارك النقص بالتكفل بالمرضى حيث يتعبن تدخل المصالح المركزية عاجلا أيضا في تسخير أطباء و ممرضين من ولايات أخرى و حتى من الخواص لأننا في حالة حرب مع الفيروس و على الجميع ممن يستطيع حمل سلاح الانتصار المشاركة فيها راغبا أو مرغما ، نقول هذا بسبب الإرهاق و التعب الذي أصاب الفرق العاملة في مصالح كورونا ، في حين تبقى بعض الفرق الطبية تشاهد من بعيد و كان الأمر لا يعنيها و هو ما يحدث في قلب مستشفى سطيف ، أين تستثنى بعض مصالحه من المشاركة في محاربة الداء مما جعل طاقة استيعاب المستشفى تتقلص و هو ما أشرنا إليه في مواضيع سابقة، حيث نتج عن هذا الوضع صراع خفي بين رؤساء المصالح أثر حتى على تبادل المعطيات و التنسيق بينهم خدمة للمريض لا غير، رغم محاولة إخفاء هذا الصراع عن والي الولاية و عن لجان التحقيق الميدانية.
لجنة بلحسين تكون قد تنبهت لهذا الأمر و هو ما تجسد في إحدى توصياتها بضرورة التنسيق اللازم لإيجاد حلول تقنية مشتركة بين كل المصالح الصحية ، كما أوصت اللجنة أيضا بتوفير وسائل الوقاية من ألبسة واقية ونظارات ، و أقنعة و هياكل الحجر للأشخاص المتصلين بالحالات المؤكدة.
و خارج مجال قطاع الصحة أوصت اللجنة بتنفيذ الردع ضد المخالفين لتدابير الوقاية من الفيروس، مع دعم هذه الإجراءات بكل الوسائل و الآليات الممكنة .
أملنا كبير في الإسراع بتنفيذ توصيات اللجنة و ننتظر قرارات حاسمة من والي الولاية و الوزارات المركزية ، كما نأمل في الكف عن تكذيب و استهتار و تحدي للوباء من طرف بعض المواطنين ، مع اتخاذ إجراءات صارمة أيضا ضد من يقوم بالاعتداءات اللفضية و الجسدية ضد الأطقم الطبية و الشبه طبية و التي أخذت في الارتفاع مؤخرا.
كما يتعين على الجمعيات و المحسنين إحياء العملية التضامنية من جديد بعد التراخي نتيجة الارهاق الذي أصاب المتطوعين و حتى المحسنين.
ــــــــــــــــــــــــــــــ عاشور جلابي / صوت سطيف.