بعد مشاركتهم الفعالة في تأطير عدة نشاطات خيرية و تضامنية و تطوعية في بداية انتشار وباء كورونا بسطيف ، عرفت الولاية منذ نهاية شهر رمضان المعظم غياب شبه كلي لدور الجمعيات ، و هذا بعد الإرهاق الذي أصاب أفرادها ، ليتوقف هذا العمل كليا في الأيام الأخيرة تزامنا مع الارتفاع الكبير لعدد الإصابات بالولاية و إصابة حتى فاعلين في النشاط الخيري و أفراد من عائلاتهم بهذا الوباء .

و نظرا لتفاقم الوضع الذي أصبح مقلقا للغاية ،علمت صوت سطيف أن اتصالات مكثفة تجرى حاليا بين عدة نشطاء من المجتمع المدني بالولاية لإعادة تفعيل العمل الخيري و التطوعي و المساهمة مع هيئات الدولة في محاربة الفيروس.

و يتجه النشطاء الذين اتصلت بهم صوت سطيف نحو تقديم بعض الاقتراحات التي تساعد في التصدي للوباء مع مناشدة السلطات المحلية و المركزية من أجل التدخل العاجل بقرارات جريئة و سريعة ، و هذا بعد التخوف الكبير الذي أبداه المواطنين من الانتشار الرهيب، حتى أصبحت المستشفيات عاجزة عن التكفل بكل المصابين ، و هو ما أكده أطباء و رؤساء مصالح بالمستشفيات في تصريحات إعلامية و منشورات على صفحاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

 و من الحلول العملية التي يطرحها النشطاء بسطيف، بعد تفعيل التشخيص المكثف لمخبر التحاليل الجديد بالمستشفى الذي سينطلق الأحد القادم  ،هو  فتح مدرسة الفنون الجميلة بحي الهضاب كملحق للمستشفى لما تتوفر عليه من هياكل جديدة تتلاءم مع هذه المهمة ، مع تعهد بتكفل الجمعيات بالإطعام للمرضى و الطاقم الطبي و الاستشفائي ، فيما تتكفل جمعيات أخرى بالألبسة الواقية و الأقنعة للأطقم الطبية على أن تدعمها مصالح الولاية بالمادة الأولية .

لكن فتح هذه المدرسة يتطلب دعم من العيادات الخاصة و المتقاعدين من أطباء و شبه طبيين حيث يتعين على السلطات تسخير هؤلاء لهذه المهمة و في حالة الرفض تتخذ ضدهم إجراءات صارمة .

و في هذا الإطار يرى بعض النشطاء أنه حان الأوان لإعلان سطيف بؤرة للوباء و قد تتأثر به حتى الولايات المجاورة و كل يوم تتأخر فيه السلطات في اتخاذ إجراءات صارمة تزداد فيه الوضعية تعقيدا .  

و يرى نشطاء آخرين أن القرارات الترقيعية لم تعد مجدية و الحل الوحيد يكمن في تطبيق الحجر الكلي على الولاية على الأقل لمدة 15 يوم قابلة للتجديد ، مع تفعيل التشخيص المكثف و تسخير الجمعيات و الأطباء الخواص و حتى هياكلهم  طيلة هذه الفترة مع تخصيص ميزانية من الدولة لدعم الجهود المبذولة و تنظيمها ، و تمكين المرضى من الدواء في الحين و دون تأخير مع تفعيل عمل العيادات الصحية الموجودة في القرى و البلديات لاستقبال المرضى و توجيههم من هناك لتخفيف الضغط على المستشفيات و العيادات المتعددة الخدمات ، و هذا كون أعراض كورونا أصبحت معروفة لدى جميع الاطباء.  

و في انتظار تجسيد تدابير فعلية للحيلولة دون تطور الوضع للأسوأ أكثر ،  يبقى المواطن في ربوع ولاية سطيف خائف و مرعوب من هذا الوضع ، رغم أن

ـــــــــــــــــــــــــــــــ عاشور جلابي / صوت سطيف .