حالة الطقس
يوم الخميس
25 أفريل 2024
الساعة: 10:01:32
إلتماس عامين حبس نافذة و 20 مليون سنتيم للمير السابق لبلدية حمام السخنةبلدية قجال :سكان تاجرة يطالبون بتدخل السلطات لوضع حد لنشاط قاعة افراح مشبوه والمير يطمئن الساكنةعين الروى، حطام المباني الوظيفية يهدد حياة التلاميذ .القادة المجتمعون في تونس يؤكدون على ضرورة توحيد المواقف وتكثيف التشاور والتنسيقسطيف :ديون سونلغاز475 مليار سنيتم ، وتحصيلها يشكل وجع دماغ حقيقي
بعد نفاذ الميزانية ،الشيفون يعوض كسوة العيد للعائلات المعوزة.
روبرتاج
بعدما استهلكت المحفظة المدرسية والأضحية كل طاقاتها المادية
العائلات المعوزة تستنجد بـــ"الشيفون" لاقتناء ملابس العيد
        وسط زحمة وتدافع للعائلات، لمحنا "حنان" تقاتل للوصول إلى سلة من الملابس المستعملة الموضوعة وسط محل للألبسة ، سألناها عن السبب فأكدت لنا أنها اضطرت إلى تكبد هذا العناء للهروب من جحيم الأسعار الذي تشهده المحلات الكبرى، وبينما هي تقلب علها تجد بعض القطع التي تليق بأطفالها الأربعة، صرحت لنا بعبارات كلها الم وحسرة أن العوز الذي تعيشه في ظل زوج مصاب بضعف في القلب، اضطرها إلى شراء كسوة العيد من هذه الأماكن الرخيصة حيث أصبح همها الوحيد هو إدخال الفرحة إلى قلوب فلذات كبدها ، كما أن المحفظة المدرسية استنفذت كل طاقاتها المادية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  سميرة مزاري
      وحسب الإحصائيات الرسمية المقدمة من طرف وزارة التضامن الوطني  لسنة 2015 ، فإنه تم إحصاء حوالي مليوني عائلة معوزة في الجزائر، تضطر العديد منها إلى التوجه إلى أسواق الشيفون ، لمجابهة الازدياد الملحوظ في أسعار الملابس الجديدة، هذه الملابس المستعملة التي يتم جلبها من مختلف دول العالم، بعد نهاية فترة صلاحيتها إن صح التعبير، تجد طريقها إلى الأسواق مرة أخرى، وتباع للمواطن بأسعار معقولة، حيث يسارع هذا الأخير لاقتنائها  دون وضع أدنى اعتبار للضرر الذي يمكن أن تحدثه بالصحة .
هاجس يؤرق الأولياء كل سنة
"لقد تحولت ملابس العيد إلى هاجس.. التفكير في كيفية كسوة أطفالي يؤرقني مع اقتراب هذه المناسبة، حالة أسرتي المادية لا تسمح لي بشراء ملابس من المحلات الكبرى، وبالتالي اضطر إلى شراء ملابس مستعملة".
هي أولى الكلمات التي نطقت بها "حنان" عند سؤالنا لها عن الأسباب التي دفعتها إلى اقتناء الملابس المستعملة، حيث كشفت لنا هذه العبارات عن حجم المعاناة والحرمان الذي تعيشه  خاصة مع وجود زوج مصاب بضعف في القلب لا يقوى على العمل وتحمل النفقات، وكذا مصاريف علاجه التي لا تنتهي. وأضافت " مع اقتراب العيد يعمد أصحاب محلات الألبسة إلى مضاعفة  أسعارها، غير مبالين بالمواطن البسيط الذي لا حول له ولا قوة ، فقطعة ملابس واحدة يمكن أن تتجاوز  7 ألاف دينار، من أين لنا بالمال لشرائها" مؤكدة أن ملابس الشيفون يبقى الملاذ الأول والأخير للهروب من الارتفاع الفاحش الذي تشهده المحلات الكبرى".
       تنتزع حنان قطعة "شيفون" من يد إحدى النساء عنوة،  تصرخ بصوت عال "دعيها إنها لي " ثم تواصل حديثها عن الأخطار الصحية التي يمكن أن تنتقل جراء ارتداء ملابس الشيفون قائلة " أدرك أن هذه الملابس تم منعها في الجزائر، نتيجة للمشاكل الصحية التي يمكن أن تنقلها وهي ملابس منتهية الصلاحية، وبإمكانها نقل العديد من الأمراض إلى أطفالي خاصة الأمراض الجلدية لكن ما بيدي حيلة، لم نجد البديل".
تمتلئ عيناها بالدموع، تحاول "حنان" إخفاءها خلف ابتسامة مصطنعة، قائلة "ينتظرني أبنائي الأربعة بلهفة في المنزل، يجب أن اشتري لهم بعض قطع الملابس بأي ثمن .. في حالتنا هذه تصبح النوعية أمرا ثانويا نتغاضى عنه، ما يهمني أكثر هو كيفية إدخال السرور على أطفالي خاصة وأننا نحرم كل سنة من شراء الاضحية، كما ان الحقيبة المدرسية استهلكت كل مدخراتنا، على الاقل أريد رأيتهم فرحين بملابس جديدة مثل باقي أقرانهم" كما أكدت لنا أنها حريصة على عدم تكرار سيناريو العام الماضي لما عجزت عن اقتناء ملابس العيد،  حيث غضب ابنها البكر بشدة واسمعها ووالده عبارات لوم قاسية على غرار " لم تستطيعا تقديم ابسط الضروريات لنا" و"ان كنتما عاجزين عن إعالتنا فلماذا أنجبتمانا" ..
رابطة حقوق الإنسان تدعو الحكومة إلى تحمل المسؤولية
        دعا الأمين الوطني المكلف بالملفات المتخصصة بالرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان هواري قدور خلال تقرير نشر قبل أشهر قليلة حول ارتفاع أسعار ملابس العيد، وانخفاض القدرة الشرائية للعائلات المعوزة الحكومة لتحمل مسئوليتها اتجاه المواطن الفقير الذي أنهكه ارتفاع الأسعار بدءا بأسعار المواد الاستهلاكية، ثم بعدها أسعار الملابس الذي يضع العائلات في حيرة، كما ناشد السلطة الى ضرورة التدخل لمساعدة هذه الشريحة المعوزة  على اقتناء ملابس العيد لأبنائها، والابتعاد عن محلات "الشيفون" التي تعتبر حسبه ملاذا للعائلات الفقيرة الباحثة عن ملابس بأبخس الأثمان، محذرا في نفس الوقت من الأضرار الصحية والأمراض التي يمكن أن تنقلها هذه الملابس المستعملة. وفي هذا الصدد قال قدور " لا هذه الحكومة ولا الحكومات السابقة  استطاعت التحكم في الأسعار، ولا مراقبة السوق، وذلك راجع لأن الجزائر تنتهج إملاءات صندوق النقد الدولي، بعدما وقعت في منتصف التسعينيات على وثيقة مع هذه المنظمة تضمنت حرية التجارة أو ما يصطلح على تسميته بـ"السوق الحرة".
وفي سياق متصل، أكد الأمين الوطني بالرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان بأن الأجر  أو المتوسط الشهري في الجزائر يبقى الأضعف بالمقارنة مع الدول العربية، بصرف النظر عن أجور الموظفين المرتفعة في دول الخليج العربي، إذ تحتل الجزائر في هذا المجال المراتب المتأخرة بالمقارنة مع الدول الجارة على غرار تونس والمغرب، من منطلق أنها ظلت غير قادرة على الرفع من القدرة الشرائية لشريحة واسعة من الموظفين، لسببين رئيسين يتعلقان بارتفاع أسعار مختلف السلع الواسعة الاستهلاك من جهة، وتراجع قيمة الدينار بالمقارنة مع العملات العالمية الأخرى من جهة مقابلة .
 
صوت سطيف / سميرة مزاري
 
 

 

تم تصفح هذه الصفحة 26023 مرة.
فيديو
صورة و تعليق
هدرة الناس
والي سطيف و الكورونا ؟إقرأ المقالة
قناتنا على اليوتيوب
تطوير Djidel Solutions